اليونيسيف تساعد الأطفال السوريين في التغلب على الصدمات من خلال أنشطة تتراوح بين التعليم والترفيه
تواصل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) حشد مواردها من أجل تلبية الاحتياجات الملحة للأعداد المتزايدة من أطفال اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف بالتركيز على التعليم وتوفير الأنشطة التي تساعدهم على التغلب على الصدمات النفسية.
المزيد في التقرير التالي الذي أعده الزملاء في منظمة اليونيسيف.
في أحد الصفوف التي تنظمها اليونيسيف بمدينة معان الأردنية يحاول أطفال سوريون فارون من أعمال العنف التأقلم مع حياتهم الجديدة والتغلب على الصدمات التي تعرضوا لها.
يمارس أولئك اليافعون الحياكة والرسم ويكونون صداقات جديدة، وعلى الرغم من أنهم آمنون الآن إلا أن الفظائع التي شهدوها مازالت حية في أذهانهم كما تقول هذه الطفلة التي حجب اسمها حماية لها:
"عندما كنا مغادرين بالسيارة، اخترقت رصاصة العجل فاستقلينا الحافلة التي تعرضت أيضا لإطلاق النار."
يقول سيمون إنجرام مسئول الاتصالات باليونيسيف إن المنظمة تقدم دعمها للأطفال من خلال أنشطة تتراوح بين التعليم والترفيه.
"فيما تتكشف فصول الأزمة في سوريا تغادر مزيد من الأسر البلد وتتوجه إلى تركيا ولبنان وهنا الأردن. وفي كثير من الأحيان يجلب الفارون معهم ما يمكن حمله. لذا فإن مساعدتهم على التأقلم ومساعدة الأطفال بشكل خاص على التكيف مع هذه البيئات المختلفة المحيطة بهم والغريبة عليهم هو أمر بالغ الأهمية، ولذلك تقوم اليونيسيف وشركاؤها بتنظيم مجموعة واسعة من الأنشطة لمساعدتهم على ذلك، سواء من خلال الترفيه أو اللعب أو الدراسة والفنون الإبداعية. كل هذه الأمور تساعد الأطفال على التأقلم مع بيئتهم الجديدة وتحقيق بداية جديدة في حياتهم."
تقوم اليونيسيف، وغيرها من وكالات الأمم المتحدة، بمساعدة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة من خلال التعاون مع السلطات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني التي تبذل جهدا كبيرا في هذا المجال.
وفي ذلك الإطار تقول نوران شرارة وهي مدرسة في مركز الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية.
"عندما بدأت الأنشطة طلبت منهم الرسم لأنه تصريح نفسي دون أن يعرف الإنسان الذي يقف أمامك أنه يصرح نفسيا معك، فعندما بدأت الطالبات الرسم لاحظت أن رسوماتهن مليئة بالدماء والورود الذابلة والمكسورة والأعلام المنكسة."
وفي ظل محنتهم يقول أولئك الأطفال السوريون إن أكثر ما يريدونه هو العودة إلى ديارهم في سوريا تنعم بالسلام.
"أتمنى أن يهدأ الوضع في حمص وأن نعود إلى بلدنا وعالمنا، وأن يتوقف القتل والجرح الذي نراه يوميا."