الأمم المتحدة تحذر من أن نقص التمويل يهدد الاستجابة للأزمة الإنسانية في منطقة الساحل الأفريقية
حذرت وكالات الأمم المتحدة من مخاطر تفاقم الأزمة الإنسانية في غربي منطقة الساحل الأفريقية بشكل هائل خلال الأشهر المقبلة إذا لم يتم توفير التمويل اللازم للجهود الإنسانية في المنطقة. التفاصيل في التقرير التالي.
عقد عدد من رؤساء وكالات الأمم المتحدة المعنية بالعمل الإنساني مؤتمرا صحفيا في جنيف دعوا فيه إلى حشد الموارد لمساعدة ملايين المتضررين من الأزمة الإنسانية المتدهورة في منطقة الساحل بالقارة الأفريقية.
وقال أنطونيو غوتيرش المفوض السامي لشئون اللاجئين إن المنطقة تعاني من عدم الاهتمام الدولي بسبب الانشغال بالأوضاع في سوريا.
"نحتاج بشدة إلى أن نضع هذه الأزمة على الخارطة لأن بـُعدها الإنساني يتضخم بشكل هائل. وفي نفس الوقت يؤدي العاملون في المجال الإنساني مهمتهم في المنطقة في ظل ظروف أمنية خطرة للغاية. إننا نعمل معا لمحاولة التغلب على جميع تلك المصاعب ولكن أحيانا تكون المشكلة التي نواجهها غير متناسبة على الإطلاق مع قدراتنا أو مع حجم تضامن المجتمع الدولي الذي مكننا حتى الآن من حشد الموارد."
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت نداء إنسانيا في ديسمبر كانون الأول طالبت فيه بتوفير أكثر من سبعمائة مليون دولار لمساعدة المنطقة التي تعاني من جفاف شديد وصراعات وانعدام للأمن. ولكن الوكالات لم تتلق سوى نحو خمسين في المائة من قيمة ذلك النداء حتى الآن.
وأشار أنطوني ليك المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى أن أكثر من مليون طفل في المنطقة يعانون من سوء التغذية الحاد والمزمن بما يعرضهم للإصابة بالأمراض أو الموت جوعا.
"أود التأكيد على أن تلك الأزمة متعددة الأسباب كما هو الوضع في الصومال، إن المنطقة تعاني الآن من نقص إنتاجية المحاصيل ويوجد بها مئات الآلاف من النازحين، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، وانعدام الأمن وقد رأينا ذلك في عناوين الأخبار التي تناقلت ما حدث في مالي وشمال نيجيريا على سبيل المثال. إنها أزمة متعددة الأبعاد وتتطلب استجابة متعددة الأبعاد."
وذكرت مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية أن الفرصة مازالت سانحة لمنع الخطر المحدق بالمنطقة، ولكنها حذرت من تفاقم المشكلة يوما بعد الآخر.
"إن الأشخاص، وخاصة الأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية إذا أصيبوا بالحصبة أو التهاب السحايا في حال عدم حصولهم على اللقاحات فإن فرص بقائهم على قيد الحياة محدودة للغاية، ولكن إذا تحركنا الآن فإن خمسة وتسعين في المائة منهم سيعيشون، وهذا هو الفرق."
وتقدر وكالات الأمم المتحدة العاملة في منطقة الساحل عدد المتضررين من الأزمة بنحو خمسة عشر مليون شخص، وحذرت الوكالات من أن الأزمة ستتفاقم خلال الأشهر المقبلة إذا لم يتم توفير التمويل اللازم للجهود الإنسانية هناك.