برنامج أممي يساعد الأردن على مواجهة البطالة بين المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين
كان استقبال الأردن لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين على مدى الأعوام الثلاثة السابقة، قد شكل ضغطا على موارده المحدودة وعلى المجتمعات المضيفة، في ظل محدودية الدعم والمساعدات التي يتلقاها الأردن من الدول والمنظمات الدولية المعنية.
في التقرير التالي نتطرق إلى ما يقوم به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من بين عدة مشاريع لمساندة المجتمعات المستضيفة في الأردن في مواجهة البطالة.
كان لفرار ما يقرب من ستمائة ألف شخص من السوريين إلى الأردن نتيجة الصراع الدامي في سوريا، آثار كبيرة على البلاد من حيث الوضع الاقتصادي المتدهور أصلا، وقلة الموارد والتدفق الهائل للاجئين على مدى العقود المقبلة.
ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، يعيش ما يقرب من ثمانين بالمئة من السوريين في المجتمعات المضيفة في المناطق الأكثر فقرا، وليس في مخيمات اللاجئين الرسمية، مما كان له أثر كبير على معدل البطالة الذي يقدر بثلاثة عشر بالمئة، كما تشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من خمسة وستين بالمائة من الأشخاص دون سن الأربعين من غير عمل.
أنعام سيدة تبلغ من العمر واحدا وعشرين عاما، وتعيش في مدينة جرش، أحد أكثر المناطق فقرا في الأردن، حيث وجدت أنعام صعوبة في العثور على وظيفة بسبب زيادة المنافسة.
"لا يوجد فرص عمل أبدا متوفرة. اشتغلت بمحل ألبسة ولكن العمل من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء، وأنا لدي مسؤولية وعلي أن أرجع إلى منزلي، وكان الأمر صعبا جدا"
ولمساعدة النساء مثل أنعام، يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي برامج التدريب على العمل في المناطق التي تتحمل العبء الأكبر من أزمة اللاجئين.
كما توضح لنا، زينة علي أحمد، المديرة القطرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عمان:
"يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على قضيتين رئيسيتين فيما يخص دعم البلاد والاستجابة للأزمة السورية، وهذا هو مثال على ما يقوم به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشأن عمالة الشباب. يمكنك أن ترى في جميع أنحاء المكان، هؤلاء السيدات اللاتي هن من جرش وهي واحدة من المجتمعات المحلية في الأردن، ولدينا ارتفاع في معدلات البطالة. والواقع أن البطالة تفاقمت كثيرا بعد الأزمة السورية"
ولم يتخل الأردن عن دوره الإنساني في استضافة اللاجئين رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
وكان استمرار وتزايد أعداد اللاجئين بسرعة قد فاق قدرات البلاد على توفير الخدمات الأساسية وأدى إلى انعكاسات كبيرة على نتائج التنمية البشرية.
يحيى شاب في الثامنة عشرة من العمر، أحد المستفيدين من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ويتعلم ليصبح فني تبريد:
"لقد استفدت من البرنامج، سأتعلم أمورا كثيرة وفي المستقبل سوف أكون فني تبريد. إن شاء الله"
ووفقا للتقييمات الرسمية، تكبد الأردن أكثر من مليوني دولار خلال عام 2012، لتوفير وصيانة الخدمات الأساسية للاجئين السوريين، كما قدرت التكاليف الإضافية اللازمة لمواصلة استضافة اللاجئين أكثر من مليار دولار وذلك بخلاف التكاليف المرتبطة بمخيمات اللاجئين، مما عرقل هذا العبء جهود المملكة لرفع معدلات النمو الاقتصادي.