أنتوني ليك: إذا كبر أطفال سوريا على الانتقام في قلوبهم، فإن هذه المأساة ستتكرر
خلفت ثلاث سنوات من القتال دمارا واسعا في سوريا، فيما انخفضت طاقة البلاد الصناعية بنسبة 80 في المائة، وأصبح نصف سكانها يعيشون تحت خط الفقر. ولكن الأسوأ هو نشوء جيل كامل بدون مصالحة. الأمر الذي اعتبره أنتوني ليك المدير التنفيذي لليونيسف، نذيرا بخطر محدق بسوريا والمنطقة والعالم.
مرت ثلاث سنوات منذ بدء النزاع في سوريا، وعدد الأطفال السوريين المشردين يتزايد بشكل مخيف.
وفي تقرير حديث أصدرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة –يونيسف دلائل ملموسة تبين أن أكثر من ضعف عدد الأطفال في سوريا يتأثر الآن بسبب النزاع، مقارنة بما كان عليه قبل 12 شهرا.
المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك، الذي زار مؤخرا مخيما في مدينة حمص حيث أمضى الوقت في الاستماع إلى الأطفال الذين تم إجلاؤهم من المدينة القديمة في حمص الشهر الماضي، قال إن عدد الأطفال اللاجئين تخطى الآن المليون نسمة، أي أكثر من ضعف عدد العام الماضي:
"إن جراح هذه الحرب تنمو أسرع من قدرتنا على التعامل معها، على الرغم من أننا نبذل قصارى جهدنا."
وتشير التقديرات إلى أن مليون طفل سوري يعيشون تحت الحصار أو في مناطق من البلاد التي يصعب الوصول إليها بسبب العنف الشديد.
وكان المجتمع الدولي قد ناشد مرارا وتكرارا جميع أطراف النزاع تمكين وصول المساعدات الإنسانية الآمن إلى المحتاجين، ولكن التحسن كان محدودا في الأشهر الأخيرة، وتدهور الوضع الأمني يخلق انتكاسات في بعض المناطق:
"علينا أن نتفاوض في كل مرة، ولكننا نعمل على ذلك، وشيئا فشيئا نحقق تقدما. تقدم بطيئ. ولكن أمل في أن يعود العالم إلى رشده وأن يتفق جميع الدبلوماسيين على إيجاد حلول وسط، ومحاولة وضع حد لهذه الكارثة الرهيبة هنا في سوريا."
وأشار ليك إلى أن هذه الكارثة ليست فقط إنسانية ولكنها استراتيجية أيضا لأنه إذا كبُر العديد من الأطفال على الانتقام في قلوبهم، فإن هذا الأمر سيتكرر، ولن ينحصر فقط بالخسائر البشرية لهؤلاء الأطفال، بل سيكون الوضع هائلا بالنسبة لسوريا وللمنطقة وللعالم بأسره:
"لقد التقيت بعدد من الأسر التي خرجت من المدينة القديمة. لقد وصفوا لي حياتهم داخل المدينة وكانت رهيبة. كانوا يأكلون علبا صغيرة من الزيتون مما يجدونه في المنازل المهجورة، كانوا يأكاون القطط، ولكن بالتأكيد لا يأكلون بما فيه الكفاية. هذا ما يواجهه الشعب المحاصر من قبل الجانبين الآن، ما يقرب من ربع مليون في جميع أنحاء البلاد."
أما عن وضع الأطفال في سن القتال أوضح ليك أن بعضهم تم الإفراج عنه، والبعض الآخر مازال محتجزا. وتعمل اليونيسف مع الحكومة باهتمام خاص بالأطفال دون سن 18 عاما الذين ما زالوا محتجزين، مؤكدا على استمرار المنظمة في متابعة هذا الموضوع.