باولو بينيرو: السوريون يتعرضون للحصار والتجويع
يعيش مئات الآلاف من المدنيين السوريين تحت الحصار ويتعرضون لقصف لا هوادة فيه، وفقا لأحدث تقرير صادر عن اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في الجمهورية العربية السورية.
ويقول التقرير إن المدنيين يحرمون بشكل منهجي من الوصول إلى المساعدات الإنسانية والغذاء والضروريات الأساسية مثل الرعاية الطبية، ويجبرون على الاختيار بين الاستسلام أو الموت جوعا.
ووفقا لتقرير اللجنة، تواصل القوات السورية والميليشيات الموالية للحكومة شن هجمات واسعة النطاق على المدنيين، بما فيها قتل منهجي وتعذيب واغتصاب واختفاء قسري واستخدام الأطفال في الأعمال العدائية.
ولأول مرة، تشير اللجنة إلى أن جماعات المعارضة ترتكب أيضا جرائم حرب بما في ذلك القتل والإعدام دون محاكمة، والتعذيب، وأخذ رهائن، والاغتصاب والعنف الجنسي وتجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال الحربية، كما يقول باولو سيرجيو بينيرو، رئيس اللجنة:
"من بين الأحداث الأكثر تدميرا التي وثقناها كانت حملة القصف بالبرميل في حلب والتي استهدفت مناطق بأكملها ونشرت الرعب بين المدنيين. هناك زيادة في تجنيد الأطفال بين العديد من الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة. لا يشارك الأطفال فقط في النزاع المسلح، لكنهم يُسْتهدفون برصاص القناصة. السوريون الذين التقينا بهم قبل بضعة أيام بدوا معزولين وفي وضع ميؤوس منه."
وفي هذا الإطار يوضح بينيرو أن فشل المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي في اتخاذ إجراءات لوضع حد للإفلات من العقاب، سمح بانتشار جهات فاعلة في سوريا، تسعى كل منها إلى تنفيذ أجندة خاصة بها تسهم في التطرف وتصاعد العنف:
"في حين أننا نرحب ببدء محادثات السلام في جنيف، كررنا باستمرار أنه لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة. يمكن فقط لحل تفاوضي شامل، أن ينهي هذا الصراع. يجب على الدول التي تمارس النفوذ على الأطراف في سوريا أن تعمل على ضمان امتثال هذه الأطراف لقواعد القانون الدولي الإنساني. يتحمل مجلس الأمن مسؤولية عدم معالجة المساءلة والسماح للأطراف المتحاربة بانتهاك هذه القواعد مع الإفلات التام من العقاب."
وتقوم اللجنة بتحديث قائمتها السرية التي تتضمن المتهمين بارتكاب جرائم حرب في سوريا والتي أودعتها لدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان .
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من الطلبات العديدة، لم تُمْنَح اللجنة بعد حقّ زيارة سوريا.