مدينة بور في جنوب السودان تستعيد بعض الآمان ولكن عددا من المواطنين مازالوا قلقين
شرد العنف الأخير في جنوب السودان ما يقارب من سبعمائة ألف شخص فيما فرّ أكثر من مئة ألف شخص إلى البلدان المجاورة منذ الخامس عشر من ديسمبر الماضي. في هذا التقرير نلقي الضوء على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي التي كانت فيما مضى من أكثر المدن ازدهارا في المدينة...
قبل اندلاع النزاع الأخير في جنوب السودان، كانت مدينة بور عاصمة أكبر ولاية مزدهرة في البلاد، وهي ولاية جونقلي. ولكن تم الآن تدمير جزء كبير من بور وتغيير معالم المدينة... خلال أسابيع من العنف.
فبالقرب من السوق الرئيسي، الذي يقع الآن بين كومة من الأنقاض، هناك عدد قليل من المباني التي لا تزال قائمة، لكنها فارغة ومغمورة بالسخام وفي حالة سيئة تماما. إنه الدمار نفسه في أي مكان ننظر إليه كان سابقا محلات تجارية وفنادق وبنوك.
بيتر مان يوك، وهو طالب في جامعة بحر الغزال، عاد مؤخرا إلى مسقط رأسه في بور ووجد هذا الدمار حتى في بيته:.
"أتعلم، الغرفة التي أحرقوها هي الغرفة التي يوضع بها كل شيء. عندما يرون غرفة فارغة لا يحرقونها. وعندما يرون شيئا ثقيلا لا يستطيعون حمله يحرقونه، بدلا من تركه في مكانه."
وعلى الرغم من ذلك يواصل بعض السكان العودة إلى المدينة، وهناك المزيد من الحياة في بور الآن مما كان عليه قبل شهر عندما وصفها الزوار بأنها مدينة أشباح، حيث تتناثر جثث القتلى على طول شوارعها .
وتسيّر بعثة الأمم المتحدة حاليا دوريات في المدينة من أربع إلى ست مرات يوميا وتوفر الأمن في المطار ولقوافل المدنيين، وفقا لما جاء على لسان الرائد تارون شارما:
" القيام بدوريات في المنطقة يبين سلامة وأمن محلة، بالإضافة إلى أنه يعزز سلامة وأمن المدنيين الذين يتحركون في الخارج، كما يظهر أيضا أن المدينة على ما يرام. لقد تمكنّا من رؤية وتقييم وضع المدنيين، وهم يعيشون بخير وبآمان، ونحن قادرون على نرسل إليهم رسالة مفادها بأن الجميع على ما يرام، وأننا نسيطر على الوضع بالتعاون مع وكالات أخرى هامة."
ولكن لم يقتنع جميع المواطنين بهذه السلامة وهذا الآمان، فأكثر من 5،000 مدني ما زالوا يفضلون البقاء في قاعدة بعثة الأمم المتحدة في بور.