قتلى باشتباكات قبلية في شمال دارفور
أوقعت الاشتباكات التي اندلعت بين قبيلتين في شمال دارفور بغرب السودان على خلفية نزاع بشأن منجم للذهب، عددا من القتلى والجرحى، بحسب ما أفاد به شهود عيان ومصادر محلية أمس الأربعاء، وجاء ذلك وسط أنباء متضاربة بشأن سيطرة متمردين على بلدتين في المنطقة.
واندلع القتال بين قبيلتي الرزيقات وبني حسين، وهما قبيلتان عربيتان، يوم السبت بسبب النزاع على استخدام منجم قريب من كبكابية في ولاية شمال دارفور.
وقال العمدة عمر علي أحد زعماء قبيلة بني حسين لوكالة رويترز إن الاشتباكات بدأت بمنطقة جبل عامر قرب مدينة كبكابية بشمال دارفور بين قبيلتي الرزيقات وبني حسين، وأشار إلى أن النزاع بدأ داخل منجم للتنقيب على الذهب بين أفراد من القبيلتين وتطور إلى معارك مسلحة.
وأوضح العمدة أن الجثث ظلت متناثرة على الأرض لأن تواصل القتال منع دفنها، وتحدث عن نزوح سكان القرى إلى المدن بسبب النزاع.
من جانبه قال رئيس مجلس شورى قبيلة الرزيقات محمد عيسى عليو لرويترز إن شيوخ قبيلته يحاولون وقف القتال، وأكد أنهم أرسلوا وفدا للوساطة بهدف إيقاف الاشتباكات، وتحدث عن بداية اجتماعات تضم قيادات القبيلتين لاحتواء الوضع بحضور قيادات حكومية وعدد من الولاة.
وذكرت الإذاعة السودانية أن السلطات أغلقت المنجم أمس الأربعاء.
وكانت لجنة أمن ولاية شمال دارفور التي تتبع لها المنطقة قالت في بيان لها الثلاثاء إن 11 شخصا قتلوا وجرح العشرات جراء القتال.
وأعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) أنها استقبلت جرحى من جراء القتال في المستشفى الخاص بالبعثة في كبكابية، في حين أكد شهود عيان في مدينة الفاشر أنهم شاهدوا طائرات عليها علامة البعثة تنقل جرحى إلى مطار الفاشر.
وتدور في دارفور حرب بين متمردين ينتمون للإقليم تعود أصولهم لمجموعات غير عربية والحكومة السودانية منذ عام 2003، وساندت المجموعات العربية الحكومة في حربها ضد المتمردين.
ومن جراء هذه الحرب ينتشر السلاح لدى القبائل في دارفور.
تقدم للمتمردين
من جانب آخر نقلت قوة حفظ السلام عن زعيم محلي قوله إن متمردين استولوا على بلدتين في دارفور بينما احتدمت معارك في جزأين على الأقل من المنطقة.
وذكرت القوة أن حاكم وسط دارفور يوسف تبن أبلغها أن مجموعة مسلحة استولت على بلدتي غولو وروكيرو في منطقة جبل مرة، وذكرت أن عشرات العوائل تركت ديارها وفرت إلى قرية نرتيتي بسبب المعارك، وأن عائلات أخرى تهيم في الجبال بحثا عن الأمان.
لكن الجيش السوداني نفى أن تكون الحكومة فقدت السيطرة على المنطقة حسبما ورد في الموقع الإلكتروني للمركز الإعلامي السوداني القريب من الحكومة، ونقل المركز عن متحدث باسم الجيش قوله إن الجيش صد هجوما على المنطقة نفسها شنه متمردون تابعون للفصيل الذي يتزعمه عبد الواحد محمد النور من حركة تحرير السودان، وأن أكثر من ثلاثين مسلحا لقوا حتفهم في هذا الاشتباك.
وقال المتحدث باسم هذا الفصيل إبراهيم الحلو إن قواته تسيطر سيطرة كاملة على منطقة غولو بعدما صدوا هجوما للجيش، وتحدث عن "قتل كثير من جنود القوات الحكومية".