خطة أميركية لتأمين أسلحة سوريا الكيميائية
قال مسؤولون أميركيون كبار إن وزارة الدفاع (البنتاغون) وضعت خطط طوارئ لإرسال فرق صغيرة من القوات الخاصة إلى سوريا إذا قرر البيت الأبيض ضرورة تأمين مستودعات الأسلحة الكيميائية التي تشرف عليها قوات الأمن الموالية للرئيس بشار الأسد.
وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت سابق هذا الأسبوع من أن أي محاولة من جانب الأسد لنقل أو استخدام ترسانة أسلحته الكيميائية في الصراع الدائر في بلاده، وقال هي بمثابة تجاوز لخط أحمر، ملمحا إلى أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى تدخل أميركي سريع.
غير أن خبراء التخطيط في البنتاغون معنيون أكثر بحماية أو تدمير الترسانة السورية غير الخاضعة لحراسة وتلك التي يُخشى أن تقع في أيدي الثوار أو الجماعات المسلحة المتحالفة مع تنظيم القاعدة أو حزب الله اللبناني أو جماعات مسلحة أخرى، بحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية.
ويرى المسؤولون الأميركيون أن تأمين مواقع تلك الأسلحة قد يقتضي غارات تشنها خلسة فرق القوات الخاصة المدربة على التعامل مع هذا النوع من الأسلحة، إلى جانب توجيه ضربات جوية بمنتهى الدقة لإحراق المواد الكيميائية والحيلولة دون انبعاثها في الهواء.
وكشفت الصحيفة أن الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار الأميركية تراقب جزئيا مواقع الأسلحة الكيميائية تلك.
وقد ظلت أجهزة الاستخبارات الأميركية يخامرها الشك بأن سوريا ظلت طوال السنوات الماضية تنتج أو تحصل على مئات الأطنان من مادة السارين المثيرة للأعصاب وغاز الخردل، وما فتئت تسعى لتطوير مادة في إكس، وهي نوع آخر من غاز الأعصاب القوي المفعول.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن درجة سُمِّية بعض المواد الكيميائية تدنت إلى حد كبير بمرور الوقت مما يجعل من قدرة تلك الأسلحة على الفتك غير مؤكدة.
ويقول خبراء إن تلك المواد الكيميائية جرى تخزينها في مستودعات محصنة تحت الأرض وفي مواقع أخرى داخل سوريا. وهناك أربع منشآت لتصنيع الأسلحة الكيميائية بالقرب من حلب وحماة وحمص، وكلها مدن ظلت مسرحا للانتفاضة الشعبية، إلى جانب مدينة اللاذقية التي تُعد معقلا للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين القول إن أوباما قد يُضطر لاتخاذ قرار منفرد يقضي بإرسال فرق من القوات الخاصة للحؤول دون وقوع أسلحة دمار شامل في الأيدي الخطأ.
وقال مسؤولون كبار في البنتاغون والجيش الأميركي إن ترسانة الأسلحة السورية تبدو الآن تحت حماية جيدة.