تساؤلات عن أوقات تفجيرات دمشق、
نحو أربعة انفجارات قوية هزت العاصمة السورية دمشق منذ اندلاع الثورة السورية قبل أكثر من عام، ومع الأرواح التي تزهق في كل تفجير والأشلاء التي تتطاير، تتبادل الأطراف المعنية بالمشهد السوري الاتهامات عن الجهة التي تقف وراءها، فالنظام السوري يكيل الاتهامات لتنظيم القاعدة تارة، وتارة أخرى للمعارضة التي يطلق عليها الجماعات الإرهابية المسلحة، والمعارضة بدورها لا تتردد في اتهام النظام نفسه بارتكاب هذه الجرائم لأسباب تعتبرها منطقية.
وبعيدا عن سيل الاتهامات الذي لا يتوقف بين الجانبين، توقف المراقبون عند ظاهرة أصبحت شبه مرتبطة بكل تفجير يبرز على المشهد السوري، وهي أن هذه التفجيرات تقع قبيل أو بعيد وصول وفد عربي أو دولي لمعاينة الأوضاع في سوريا، فالتفجير الذي شهده حي الميدان القديم في دمشق في يناير/كانون الثاني الماضي وقع بعد وصول وفد المراقبين العرب إلى سوريا، أما تفجيرا اليوم اللذان استهدفا مقرين أمنيين بدمشق فقد استبقا بيوم واحد وصول وفد دولي لمراقبة الأوضاع هناك.
فهل هذا الترابط محض صدفة، أم إنه ناجم عن عمل تكتيكي مخطط ومدبر له لغايات تخدم مصالح من يقف وراءه؟
اللافت أن كلا طرفي الصراع في سوريا يرى أن هذا الترابط ليس من قبيل الصدفة ويتهم الآخر بتدبيره خدمة لمصالحه وللتأثير سلبيا على صورة الطرف الخصم لدى المجتمع الدولي.
خلط الأوراق
عضو المجلس الوطني السوري الدكتور حسان الشلبي رأى أن نظام الرئيس بشار الأسد يسعى من وراء هذه التفجيرات لخلط الأوراق، وطمس الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها بحق أبناء الشعب السوري، خاصة بعد أن وجد نفسه بموقف أكثر ضعفا بعد التغيّر الذي بدأ يطرأ على الموقفين الروسي والصيني، واقترابهما شيئا فشيئا من موقف المجتمع الدولي.
وقال الشلبي في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت، إن النظام له أكثر من غاية من وراء هذه التفجيرات، منها إرسال رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن القاعدة و"الإرهابيين" حاضرون في المشهد السوري، الأمر الذي يعتقد أنه سيؤثر على الموقف الدولي ويدفعه للتخلي عن المعارضة السورية والتمسك بالنظام على اعتبار أنه الرادع للقاعدة والإرهابيين.