معركة الثوار القادمة البحثُ عن القذافي
ما أن يفرغ ثوار ليبيا من إحكام قبضتهم على العاصمة طرابلس تماما حتى يجدوا أنفسهم إزاء معركة من نوع آخر ألا وهي اقتفاء أثر رأس النظام معمر القذافي والقبض عليه لتقديمه للمحاكمة.
ويبدو السؤال المُلحّ حاليا هو أين يا تُرى يختبئ القذافي؟ هل لا يزال موجودا داخل ليبيا أم تمكن من الفرار إلى خارجها؟ فإن كان هرب فإلى أين؟ وما الدولة التي تقبل به لاجئا في ظل شبه إجماع دولي على ضرورة مثوله أمام قضاء عادل؟
فقد اختفى معمر القذافي من الساحة مع سيطرة المعارضين على معقله السابق طرابلس، بل إنه لم يُشاهد علناً منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي، ويتكهن أعداؤه بأنه ربما غادر العاصمة الليبية أو حتى البلاد.
ومع تقدم المعارضة توقفت خطابات القذافي الطويلة التي يذيعها التلفزيون في تجمعات حاشدة وأصبحت نداءات متقطعة عن طريق الهاتف من مخابئ مجهولة، ومع ذلك لا يزال مكان القذافي مثار تخمينات.
غير أن ثمة شيئا واحدا فقط هو المؤكد وهو أن قائد "ثورة الفاتح من سبتمبر" قد أهدر الفرصة للخروج من البلاد والعيش منفياً في الخارج.
وإذا كان القذافي قد فرّ من طرابلس فمن المحتمل أن يكون توجه إلى مدينة سرت مسقط رأسه حيث يمكن أن يجد بعض التأييد والتعاطف، كما تشير وكالة رويترز للأنباء.
أما إذا كان موجودا في طرابلس فمن المرجح أن يكون في مخبأ بمجمع عسكري. وقد أُلقي القبض بالفعل على أحد أبنائه وهو سيف الإسلام، لكن القوات الموالية له ما زالت تبدي مقاومة شرسة في أجزاء عديدة من المدينة أمس الاثنين.
وأعرب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل من معقل الثوار في بنغازي عن الأمل في القبض على القذافي حيّا. وأضاف أنه يجب أن يرى العالم "الدكتاتور" يحاكم رسميا في ليبيا.
وسرت الأحد شائعات بأن القذافي فرّ إلى جنوب البلاد، وأنه يتفاوض بشأن الخروج مع الحكومة الجزائرية، غير أنه لا يوجد تأكيد رسمي منذ ذلك الوقت.
ومن جانبها، نفت حكومة جنوب أفريقيا شائعات بأن القذافي طلب اللجوء إليها أو أن العديد من الطائرات في طريقها بالفعل لنقله.
وأكد بالفعل الزعيم الليبي مرارا أنه لا يرغب في مغادرة بلاده. وبدا من المرجح أمس الاثنين أنه يتحصن بمجمعه الذي يحظى بحراسة مشددة في منطقة باب العزيزية في طرابلس.
وما زال جنود من الصفوة المدججين بالأسلحة يقاتلون الثوار.