ماهية المجلس الانتقالي الليبي؟
قالت لوموند إن المجلس الوطني الانتقالي الذي أعلن نفسه ممثلا وحيدا للشعب الليبي بعد أيام من اندلاع القتال ضد قوات القذافي وحصل على اعتراف المجموعة الدولية، يظل غير معروف حتى الآن رغم أنه من المفروض أن يتولى السلطة بعد القذافي، لكن المجلس الموجود في قلب الحدث الليبي يبقى مجهولا إلى حد كبير.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم الإعلان عنه يوم 27 فبراير/ شباط 2001، فإن ظهوره الحقيقي كان يوم 5 مارس/ آذار عندما أعلن في بنغازي رئيسه مصطفى عبد الجليل -وهو وزير العدل السابق لدى القذافي- أن المجلس يمثل كامل ليبيا.
وأكدت لوموند أن المجلس حدد ثلاثة مهام وهي الحصول على الدعم والشرعية من المجتمع الدولي، واستعادة الأموال الليبية وإظهار أن مرحلة ما بعد القذافي ستتولاها سلطة قادرة على تحمل الأعباء.
وكانت فرنسا أول دولة تعترف بالمجلس يوم 10 مارس/ آذار تلتها قطر (28 مارس/ آذار) والمالديف (3 أبريل/ نيسان) وإيطاليا (4 أبريل/ نيسان) والكويت (13 أبريل/ نيسان)، وفي المجموع 34 دولة من بينها ألمانيا (13 يونيو/ حزيران) وتركيا (3 يوليو/ تموز) والولايات المتحدة (15 يوليو/ تموز) وبريطانيا (27 يوليو/ تموز).
وقال لويس مارتينيز الخبير بشؤون المغرب العربي والشرق الأوسط بمركز الدراسات والبحوث الدولية بفرنسا إنه سيكون من الصعب مجيء ليبيا جديدة مع رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل، فرغم كونه غير مستفيد من نظام القذافي وكانت له مواقف نزيهة، إلا أن ماضيه بوزارة العدل ودوره في إدانة الممرضات البلغاريات وتصرفه مع المحاكم الدولية، كل هذا لن يمنحه اليوم تأييدا.
وقالت الصحيفة إن المجلس يتألف من خمسة وأربعين عضوا تم تعيينهم على أساس التوزيع الجغرافي، وبقيت هوية معظمهم مجهولة بسبب التهديدات التي يمكن أن تحيق بهم.
كما أوضحت وجود انشقاقات داخل المجلس تجلت بوضوح بعد الاغتيال الغامض لـعبد الفتاح يونس يوم 28 يوليو/ تموز، وبعد أسبوع من الاغتيال أعلن رئيس المجلس حل مجلسه التنفيذي، وقال مارتينيز إن ستة أشهر من الحرب أظهرت أن الانشقاقات داخل المجلس كانت ضعيفة، كما أنه استطاع توحيد المعادين للقذافي، لكن التحدي الحقيقي على الصعيد السياسي الآن هو إثبات سلطته.
وأضاف مارتينيز موضحا أن الصعوبة التي يواجهها الانتقالي تكمن بالحصول على اعتراف الداخل الليبي، حتى لا يتكرر المشهدان التونسي والمصري، لأن الفرق هو أن الانتقالي الليبي دفع ثمنا أغلى للوصول لهذه النتيجة، وهو ما يجعله يرنو لتحقيق نتائج طموحة أكبر مما تحقق بتونس ومصر، لأن القوى المقاومة للتغيير بليبيا أصبحت أضعف بكثير مما هي بتونس ومصر.