القاهرة 20 مايو 2014 (شينخوا) خرج طلبة بعدة جامعات مصرية، من المنتمين لجماعة (الاخوان المسلمين)، اليوم (الثلاثاء)، فى مظاهرات تخللها اشتباكات أسفرت عن قتيل وجرحى، وأعقبها هجوم على قوات الأمن، أودى بثلاثة مجندين، وأصاب تسعة آخرون.
وذكرت وزارة الداخلية فى بيان، أنه فى الساعات الأولى من صباح اليوم، خرج 250 طالبا من المدينة السكنية لجامعة الأزهر إلى شارع الخليفة، محاولين قطع الطريق، والإعتداء على المواطنين والمحلات بمحيط الجامعة، وإلقاء المولوتوف والألعاب النارية على قوات الشرطة.
وأوضحت أن قوات الأمن المركزى قامت على الفور بالتدخل لحماية المواطنين، وأثناء التعامل مع المتظاهرين فوجئت القوات بسيارة يستقلها ثلاثة أشخاص، تطلق النيران بكثافة تجاهها من الخلف وفرت هاربة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مجندين، وإصابة تسعة آخرين بينهم ضابط بطلقات نارية.
وفور الحادث، قررت جامعة الأزهر إخلاء المدن الجامعية التابعة لها بدءا من الخميس المقبل، وإغلاقها تماما، وتنفيذ هذا القرار بكل حسم.
وقال المتحدث الرسمى للجامعة الدكتور أحمد زارع إن الجامعة تدين بشدة الحادث الإرهابى، الذي سالت على إثره دماء زكية لشهداء الواجب الوطنى، معلنة براءة الإسلام من مثل هذه الأفعال الشيطانية.
من جانبها، نعت رئاسة الحكومة " أبناء الوطن الذين استشهدوا بأيدي الغدر والإرهاب الآثم، الذي في طريقه إلى زوال بتلاحم أبناء هذا الوطن".
وأكدت في بيان، " ان هذه الأحداث لن تحيد الشعب المصري العظيم عن التعبير بإرادته الحرة (خلال انتخابات رئاسة الجمهورية)، لاستكمال الاستحقاق الثاني من خارطة المستقبل.. وعبور تلك المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن".
كما أعرب المرشح لرئاسة الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسي عن "بالغ الحزن والأسى لشهداء الشرطة الأبرياء، مؤكدا أن رجال الشرطة يقدمون نموذجا فريدا في التضحية والفداء من أجل الوطن واستقراره، ولا يدخرون جهدا في مواجهة الإرهاب".
فيما استنكر رئيس حزب (النور) السلفي يونس مخيون، العمل الإجرامي الذي استهدف الشرطة، مشيرا إلى أن هذا الحادث الإجرامي يوضح أن مصر تواجه خطرا حقيقيا يستدعي من الشعب التكاتف لاستكمال خريطة الطريق، وسرعة بناء مؤسسات الدولة.
ودعا مخيون جميع المصريين للخروج بقوة يومي الانتخابات الرئاسية في 26 و27 مايو الجاري، لإرسال رسالة للداخل والخارج بأن "الشعب المصري يقف صفا واحدا في مواجهة من يريد تدميره وخراب بلده".
بينما طالب محمد مصطفى المنوفي والد تامر مجند الأمن المركزي الذي قتل في الحادث، الدولة بالقصاص من قتلة نجله.
وأضاف إن تامر هو ابنه الأكبر، وكان يعمل معه عامل بناء قبل التحاقه بالتجنيد، وأثناء فترة إجازته من الجيش كان يعمل لمساعدة أسرته على المعيشة، خاصة انها تعاني من الفقر.
وتحولت جنازة تشييع جثمان تامر بقرية أبيس في محافظة البحيرة، شمال القاهرة، إلى مسيرة تهاجم جماعة الإخوان، وذلك بترديد هتافات منها " لا لا للإرهاب.. والإخوان أعداء الله".
وعقب ساعات من الهجوم الارهابي، قتل طالب يدعى اسلام محمد محمود بطلقات خرطوش، خلال اشتباكات دامية بين طلبة الإخوان بجامعة القاهرة، والشرطة.
وذكرت وكالة أنباء (الشرق الأوسط)، أن طلبة الاخوان بادروا بالاعتداء على قوات الشرطة، من خلال رشقها بقنابل المولوتوف، والشماريخ، والقنابل بدائية الصنع.
كما خرج طلبة الاخوان كذلك فى مظاهرات بجامعتي الاسكندرية شمالا، وأسيوط جنوبا، واشتبكوا مع قوات الامن التى أطلقت الغاز المسيل للدموع، بعد أن حاول المتظاهرون تعطيل الدراسة.
وتزامن الهجوم الإرهابي ومظاهرات طلبة الإخوان مع جلسة محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، فى قضية قتل متظاهرين سلميين قبالة قصر الاتحادية الرئاسي فى ديسمبر 2012 حين كان فى السلطة.
وقررت محكمة جنايات القاهرة تأجيل المحاكمة إلى جلسة بعد غد الخميس لاستكمال الاستماع إلى أقوال الشهود.
ودعا مرسي " الثوار إلى الثبات والاستمرار فى الحراك الثوري"، مؤكدا أنه "موقن بالنصر"، حسب ما نقل عنه نجله أسامة.
وقال أسامة فى تصريحات بثها الموقع الالكتروني للاخوان المسلمين، عقب لقاء مع والده فى السجن إن " الرئيس (المعزول) محمد مرسي لديه يقين تام بالنصر وبالثورة، وان نهاية النصر ليس بعودته فقط لمنصبه، بل ان النصر اكبر من ذلك وأشمل".
واوضح ان مرسي " حمله رسالة للثوار مفاداها انه يشد على اياديهم، ويوجه لهم التحية على صمودهم، وثباتهم.. وانه لا يعترف (بما سماه) بالانقلاب، ولا ما يتبعه من اجراءات او انتخابات".