مجتمع العمل الإنساني يتطلع إلى حشد الدعم في الكويت لمساعدة سوريا والدول المجاورة
تستضيف مدينة الكويت مؤتمر المانحين الثاني لسوريا يوم الأربعاء لإعلان التعهدات من أجل دعم الجهود الإنسانية في سوريا والدول المجاورة. يشارك في المؤتمر، الذي يرأسه الأمين العام بان كي مون، نحو ستين وفدا وعدد من كبار المسئولين. التفاصيل في التقرير التالي.
تقدر وكالات الأمم المتحدة الإنسانية عدد السوريين المحتاجين للمساعدة والإغاثة العاجلة بنحو تسعة ملايين وثلاثمائة ألف، يوجد الكثيرون منهم في أماكن محاصرة أو يصعب الوصول إليها فيما فر نحو مليونين إلى الدول المجاورة.
تبلغ قيمة النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة من أجل سوريا أكثر من ستة مليارات دولار. ومن أجل حشد الدعم لتلك الجهود يعقد الأمين العام بان كي مون مؤتمر المانحين الثاني في مدينة الكويت.
في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة أعرب يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية عن الشكر الكويت لمساعدة الأمم المتحدة في تنظيم واستضافة هذا المؤتمر المهم.
"نحاول أن نجمع التمويل لاستجابة إنسانية غير مسبوقة تقريبا، فلدينا نحو تسعة ملايين شخص بحاجة إلى المساعدات داخل سوريا ومليونين وثلاثمائة ألف شخص فروا من البلاد وأصبحوا لاجئين في البلدان المجاورة. ومن أجل التعامل مع ذلك الوضع طلبنا من المجتمع الدولي توفير ستة مليارات وخمسمائة مليون دولار خلال عام 2014 وهو أكبر نداء نطلقه لأزمة واحدة."
المفوض السامي لشئون اللاجئين أنطونيو غوتيريش طالب بفتح جميع الحدود أمام اللاجئين السوريين، وبقيام المجتمع الدولي بتقاسم الأعباء مع الدول المجاورة لسوريا.
وأثناء مرافقته للأمين العام ومنسقة الإغاثة الطارئة فاليري آموس في زيارة مخيم كوركوسك بإقليم كردستان العراق قال غوتيريش.
"في الكويت سأقوم مع فاليري آموس، نيابة عن مجتمع العمل الإنساني، بمناشدة المجتمع الدولي توفير خمسمائة واثنين وأربعين مليون دولار للعمل الإنساني في كردستان ودعم المجتمعات المحلية. ولكن المساعدة المالية ليست كافية، لابد من تقاسم تحمل الأعباء. إن قلبي ينفطر لسماع أخبار مصرع اللاجئين السوريين غرقا في البحر المتوسط لأنهم مضطرون إلى المخاطرة بحياتهم ووضع سلامتهم في أيدي المهربين وتجار البشر لمحاولة الوصول إلى الأمن في بلد يأملون أن يمنحهم اللجوء السياسي."
في المؤتمر الذي استضافته الكويت أيضا العام الماضي، تعهدت أكثر من أربعين جهة مانحة بتوفير نحو مليار وخمسمائة مليون دولار ساهمت في تنفيذ جهود الإغاثة الحيوية.
وأعربت فاليري آموس وكيلة الأمين العام للشئون الإنسانية عن الأمل في أن يواصل المانحون سخاءهم للوفاء بالاحتياجات المتزايدة في ظل استمرار الصراع وزيادة حدته.
ومن الكويت قال يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية إن عدد المحتاجين في سوريا في العام الماضي كان يقدر بستة ملايين وثمانمائة ألف.
"إن الأزمة خطيرة جدا والاحتياجات هائلة، وتواصل الزيادة. نحن ندخل السنة الرابعة لهذه الأزمة، ومازالت تتدهور ويحتاج مزيد من الناس مزيدا من المساعدات. إنها بلا شك أحد أسوأ الأزمات التي شهدناها منذ وقت طويل."
وقد حصلت الوكالات الإنسانية على أكثر من سبعين في المائة من قيمة النداء الذي أطلقته في عام 2013 بقيمة أربعة مليارات وأربعمائة مليون دولار لمساعدة المتضررين من الأزمة السورية.
ويأمل مجتمع العمل الإنساني في الحصول على نفس النسبة أو أكثر خلال العام الحالي لندائه الذي زادت قيمته لتعكس الارتفاع في عدد المتضررين من الصراع السوري.