天天听新闻：غزة تغرق في مياه الأمطار والصرف الصحي والأونروا تؤكد أن ما يحدث هو نتيجة طبيعية لاستمرار الحصا

 

غزة تغرق في مياه الأمطار والصرف الصحي والأونروا تؤكد أن ما يحدث هو نتيجة طبيعية لاستمرار الحصار وانقطاع التيار الكهربائي

التحذيرات المتواصلة من كارثة إنسانية وبيئية متوقعة في غزة جراء انقطاع التيار الكهربائي والنقص الحاد في الوقود بدأت تتحقق عمليا عندما تدفقت مياه الصرف الصحي لتغرق شوارع وبيوت ومنازل الفلسطينيين في بعض الأحياء المنخفضة من قطاع غزة. تفاصيل هذه التطورات في تقرير علا ياسين مراسلتنا في القطاع.

شاهد آخر من شواهد العجز الإنساني والبيئي تجلى في يوم ماطر، عندما عجزت محطات الصرف الصحي المتوقفة بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن امتصاص مياه الأمطار ما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين والسيارات وغرق العديد من المنازل في المخيمات ما يشير إلى كوارث مستقبلية في حال اشتداد الأمطار ودخول فصل الشتاء بقسوة هذا العام.

أم أسامة رشيد، لاجئة فلسطينية من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة فوجئت بمياه الصرف الصحي تتدفق إلى الشوارع  المحيطة ببيتها فيما انتشرت الروائح الكريهة غير المحتملة بصورة غير مسبوقة.

وتحدثنا أم أسامة عن معاناتها وتقول :

"معاناة لا توصف أصلا، باب الدار لم نتمكن من فتحه والخروج منه، الماء وصل لباب الدار والأولاد لم يتمكنوا من الخروج والدخول للمدارس، إضافة إلى مياه الصرف الصحي والمجاري مفتوحة علينا، الأمطار من جهة والمجاري من جهة، المجاري مقززة، المعاناة معانتان، كلما تقطع الكهرباء تفيض مياه المجاري علينا، واليوم فيه منخفض وربنا يكون في العون".

بلديات القطاع كانت قد حذرت من انهيار شبكات الصرف الصحي والمياه جراء نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي مؤكدة أن استمرار الأوضاع بهذه الطريقة سيغرق مناطق عديدة بالمياه العادمة وسيكون له نتائج كارثية خطيرة غير محمودة.

الدكتور أحمد أبو فول رئيس لجنة حي الزيتون شرق مدينة غزة وعضو المجلس البلدي قال لإذاعة الأمم المتحدة إن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل مضخات المياه أدى إلى كارثة بيئية:

"لا توجد إمكانية أن تعمل المضخات بدون تيار كهربائي  فكان القادم من المياه اكبر من قدرة المضخات على تصريفه، الأصل أن تعمل المضخات على مدى 24 ساعة، ونحن لدينا أزمة انقطاع تيار كهربائي إضافة إلى الحجم غير المتوقع من مياه الأمطار، فأصبح لدينا كارثة أن كثير من البيوت دخلتها المياه، قطعت الطرق وعمليات التواصل بين السكان وأصبحت هناك مجموعة من السكان محتجزة داخل بيوتها".

من جانبه يرى المهندس بهاء الدين الأغا مدير عام حماية البيئة أن الحصار الإسرائيلي هو سبب كل الأزمات البيئية التي تحيط بسكان قطاع غزة:

"الحصار وانقطاع الكهرباء وانقطاع الوقود وعدم كفاية البنية التحتية سواء مشاريع تصريف مياه الأمطار أو غيرها، لاستيعاب مياه الأمطار، كان من المفترض أن البنية التحتية تستوعب كمية مياه الأمطار وتقوم بأخذها وترشيحها للخزان الجوفي عبر تقنيات حديثة لكن ما زالت إسرائيل تحاصرنا حتى الآن وتمنع إدخال المواد الأساسية لإقامة هذه المشاريع ومعالجة مياه الصرف الصحي، هذا سبب كل أزماتنا ومشاكلنا البيئية"

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا قالت إن هناك جهودا عديدة تبذل من أجل تأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات الصرف الصحي والمياه ما سيؤدي إلى التخفيف من هذه المشكلة ولو جزئيا. هذا ما اخبرنا به عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا:

"ما يحدث في غزة هو نتيجة طبيعية لاستمرار الحصار واستمرار انقطاع التيار الكهربائي الذي يؤدي إلى تعطيل شامل لنظام الصرف الصحي ونظام المياه، حاولنا المساعدة من خلال المنحة التركية، مائتا ألف دولار وصلت من هذه المنحة التركية، قمنا بشراء الوقود للبلديات ولمحطات الصرف الصحي وللمشافي، نقول إن هذه الكميات لا تكفي قطاع غزة لأن الوضع يتدهور بصورة دراماتيكية".

تصاعد الأزمات التي تواجه قطاع غزة في الفترة الأخيرة تلقي بظلال قاتمة على مستقبل هذا الجزء من العالم والذي واجه حروبا وحصارا غير مسبوق، ما يلقي بتساؤل أعمق حول تقرير الأمم المتحدة الذي حذرت فيه العام الماضي من أن غزة قد تصبح مكانا غير صالح للحياة في عام  2020.

علا ياسين-إذاعة الأمم المتحدة-قطاع غزة