سبل جديدة لعلاج ملايين الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد
صدرت إرشادات صحية دولية جديدة لعلاج نحو عشرين مليون طفل تقل أعمارهم عن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الذي يؤثر على حاضر الأطفال ومستقبلهم ويخلف عواقب جسيمة على صحتهم طوال العمر إذا لم تتم معالجته بشكل فعال وعاجل.
التفاصيل في التقرير التالي.
أصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات جديدة لعلاج ملايين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في مختلف أنحاء العالم.
ويصاب الطفل بتلك الحالة الخطرة عندما لا يحصل على البروتينات والمغذيات الدقيقة والسعرات الكافية في غذائه، بالإضافة إلى عوامل أخرى منها تكرار الالتهابات.
وتشخص الحالة عندما يقل محيط الجزء العلوي من الذراع عن مائة وخمسة عشر ملليمترا أو عندما يسجل طول ووزن الطفل انخفاضات شديدة عن المعدلات المتعارف عليها.
يقدر عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد المزمن عشرين مليونا بأنحاء العالم، فرانشيسكو برانكا مدير إدارة التغذية من أجل الصحة والتنمية بمنظمة الصحة العالمية يتحدث عن بعض الأرقام:
"مازال أكبر عدد من الأطفال المصابين بسوء التغذية موجودا في جنوب شرق آسيا، في الهند وباكستان وبنغلاديش. وفي أفريقيا تأتي نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في الصدارة. أما فيما يتعلق بنسب الإصابة فهناك عدد من الدول التي تزيد فيها نسبة الإصابة بسوء التغذية الحاد المزمن على العشرة في المائة، ونجد ذلك بشكل رئيسي في شرق أفريقيا في جيبوتي وجنوب السودان، وفي غرب أفريقيا هناك بوركينا فاسو، الكونغو، مالي، موريتانيا ونيجيريا."
توصي الإرشادات الجديدة لمنظمة الصحة العالمية بعلاج الأطفال المصابين بسوء التغذية المزمن بدون إدخالهم المستشفى كما كان متبعا في الماضي وفق الإرشادات القديمة للمنظمة.
ويؤكد دكتور برانكا أهمية تلك التوصيات لأن الكثير من الخطط الصحية الوطنية في الوقت الراهن تهمل الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، بما قد يودي بحياتهم.
"اعتدنا علاج أولئك الأطفال فقط في منشآت الرعاية الصحية، ولا يمثل ذلك تحديا هائلا أمام القطاع الصحي فحسب ولكن أيضا يعرض أولئك الأطفال إلى مضاعفات إضافية ومشاكل مثل الابتعاد عن ذويهم أو عدم قدرة الأم على البقاء مع طفلها في المستشفى وترك بقية أبنائها في المنزل. ولكن الآن لدينا بعض الأغذية عالية الطاقة يمكن تناولها في المجتمع، وبالفعل تمكنت إدارة سوء التغذية في المجتمع من الحد بشكل كبير حالات الوفيات."
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أصدرت إرشادات في عام 1999 أوصت فيها بعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في المستشفيات لإعطائهم الحليب المقوى والمضادات الحيوية والرعاية اللازمة.
ويعكس تعديل الإرشادات الفرص والتكنولوجيات الجديدة التي تسمح لأولئك الأطفال ممن لا يعانون من مضاعفات صحية بأن يعالجوا في المنزل من خلال غذاء خاص يمنحهم الطاقة والمغذيات والعقاقير الضرورية.