منظمات الأمم المتحدة تطالب العالم بالتدخل لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وتحذر من تداعياته
عقدت بعض منظمات الأمم المتحدة مؤتمرا صحفيا في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا، سلطت فيه الضوء على الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، ومطالبة العالم بالتدخل لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، ومحذرة في الوقت ذاته من التداعيات السلبية والخطيرة على حياة السكان في ظل انهيار الكثير من نظم الحياة الإنسانية في القطاع المحاصر.
منسق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة جيمس راولي قال إن الأوضاع في قطاع غزة تتدهور بصورة دراماتيكية، مشيرا إلى الآثار السلبية والوخيمة لانعدام الوقود وانقطاع التيار الكهربائي على كافة مناحي الحياة الإنسانية في غزة.
"يوسفني أن أقول إن الوضع اليوم بالنسبة لمواطني غزة المليون وسبعمائة شخص، هو أسوأ مما كان عليه قبل الأعمال العدائية منذ عام. وأسباب ذلك كثيرة، ولكن نبدأ بأزمة الوقود والطاقة في غزة التي لها تأثير كبير على حياة المواطنين هنا. فمنذ إغلاق محطة توليد الكهرباء في غزة في الأول من نوفمبر نظرا للنقص الحاد في الوقود، فقد زاد الانقطاع اليومي في الكهرباء في مختلف أنحاء غزة بشكل لا يحتمل ليصل إلى ست عشرة ساعة يوميا، كما انخفضت فرص الحصول على الماء النظيف وكما تعرفون جميعا، فإن نظام الصرف الصحي قد طفحت بسبب النقص الحاد في الوقود".
وقال إن أكثر من ثلاثة آلاف منزل تأثرت الأسبوع الماضي بفيضانات أنابيب الصرف الصحي في غزة، ما شكل خطرا كبيرا على الصحة العامة.
وحول الاغلاق المتقطع لمعبر رفح البري الذي يعد شريان الحياة لأهل غزة، قال راولي:
"إضافة إلى ذلك، فإن الإغلاق المتقطع لمعبر رفح مع مصر، الذي يعد شريان الحياة لغزة على العالم الخارجي في ضوء القيود المشددة على العبور عبر معبر إيريز مع إسرائيل قد قلص بشكل إضافي من فرص الحصول على الرعاية الصحية، بما في ذلك إمدادات الدواء، والخبرة الطبية، فضلا عن التعليم والصلات الأسرية والاجتماعية".
وأشار إلى أنّ السلطات الإسرائيلية في 13 أكتوبر الماضي أمرت بوقف كافة الواردات من مواد البناء إلى غزة، بما فيها تلك التي كانت تصل للمنظمات الدولية بعد اكتشاف نفق للمقاومة، وبناء عليه توقف العمل في كافة مشاريع الإنشاء والبناء بما فيها مشاريع الأمم المتحدة، وفقدان الآلاف لعملهم.
من جهته، قال مدير عمليات الأونروا في غزة روبرت تيرنر إن كافة المؤشرات على الأوضاع في غزة هي سلبية وليست محايدة، وإن هناك تدهورا حادا في أوضاع سكان غزة بصورة عامة واللاجئين بصورة خاصة. واضاف:
"إن التغيرات الأخيرة في مصر وإسرائيل قد فاقمت من الوضع الذي يعد مزريا بالفعل. فإن التحركات الفعلية للمواطنين من قطاع غزة عبر معبر رفح قد انخفضت بشكل كبير. كما تراجعت التجارة تماما عبر أنفاق التهريب مع مصر التي تعد شريان حياة ضروري نظرا لشح المواد والفقر الذي سببه حصار القطاع، مع تزايد البطالة وانعدام الأمن الغذائي، والمخاطر التي تهدد استمرار كافة الخدمات العامة بسبب نقص الوقود، والإغلاق الأخير لمحطة توليد الكهرباء في غزة".
وأكد تيرنر توقف العمل في جميع مشاريع الأونروا العشرين في غزة، والتي تبلغ تكلفتها ستين مليون دولار بفعل الحظر الإسرائيلي على دخول مواد البناء للمنظمات الدولية.
دوغلاس هيغينس، نائب ممثل اليونيسيف في الأراضي الفلسطينية المحتلة قال إن أكثر من ثمانمائة وخمسين طفلا تأثروا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة قبل عام، مشيرا إلى أنه بالرغم من كل المواثيق الدولية التي تقر بحماية الأطفال إلا أن أطفال غزة تعرضوا للعنف دون أن يستطيعوا الهرب أو الاختباء. وقال:
"إن قرابة خمسين في المائة من سكان غزة هم دوي سن الثامنة عشرة. إنهم أطفال، ومن المعروف أن الأطفال لهم احتياجات خاصة، وحقوق خاصة، ويجب أن يتمتعوا بالحماية من العنف وسوء المعاملة. لا جدال حول ذلك. ومع ذلك، وقبل عام، تعرض أطفال غزة لعنف وحشي، لم يتمكنوا من الفرار أو الاختباء منه، وذلك بالنسبة لكل الأطفال، وليس فقط القتلى أو المصابين".
في الذكرى الأولى لمرور عام على حرب غزة الأخيرة تقف الأمم المتحدة مطالبة العالم بالتدخل لرفع الحصار عن القطاع في ظل تدهور دراماتيكي غير مسبوق في مستوى الحياة الإنسانية والذي يتطلب من كافة الأطراف الاستماع إلى هذه الصرخة الأممية قبل فوات الاوان.
علا ياسين - اذاعة الامم المتحدة - قطاع غزة