天天听新闻：هيلين كلارك مديرة برنامج

 

هيلين كلارك مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تناقش قضايا القيادة النسائية والمساواة بين الجنسين

احتلت هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المرتبة 21 على قائمة مجلة فوربس لأقوى مئة امرأة في العالم. في التقرير التالي نلقي الضوء على مسيرة كلارك، التحديات التي واجهتها وعملها على دعم النساء عبر العالم لتحقيق امكانياتهن وطموحاتهن.

 

 

قبل أن تترأس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2009، كانت هيلين كلارك أول رئيسة وزراء أنثى في بلدها نيوزيلندا وقد تولت منصبها لثلاث فترات متتالية.

كلارك التي احتلت هذا العام المرتبة 21 على قائمة فوربس 'لأقوى مئة امرأة في العالم، قد شهدت عن قرب كيف يمكن لقضايا التمييز الجنسي أن تقوض طموحات النساء فيما يعملن على الارتقاء نحو أعلى مستويات القيادة.

وعن المقارنة بين منصبها كرئيسة وزراء وعملها الحالي في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقول كلارك:

"حسنا أولا آتي من قيادة بلد، حيث تكون باستمرار محط الأخبار ووسائل الإعلام والتدقيق عن كثب. إذا القدوم من هذا المنصب  لتكون قادرا على اتخاذ مواقف ربما أكثر عمقا مع وسائل الاعلام، تحركاتك الخاص اليومية ليست ذي أهمية. ما هو مثير للاهتمام في هذا المنصب هو الأفكار، وقيادة الأفكار، والإجراءات التي تحدِث فرقا في البلدان النامية. وهذا مُرضٍ جدا، لقد أحببت عملي كرئيسة وزراء، ولكن أحب عملي الحالي أيضا."

كلارك تتذكر الوقت عندما كانت تكافح في مسيرتها السياسية من أجل تأسيس نفسها كزعيمة حزب ذات مصداقية ورئيسة الوزراء مقبلة وسط رد فعل المعارضة والتحديات السياسية. وعندما طلبت نصيحة أصدقائها المقربين قالوا لها ببساطة:" قفي هناك، عليك أن تؤمني بأنك الأفضل لهذا المنصب". أما فيما يتعلق بنصيحتها للنساء اللواتي يرغبن في تولي مناصب قيادية، فتوضح مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:

"تنظر النساء أولا إلى الهجوم الكبير الذي يتعرض له السياسيون غالبا، فتقول هل أحتاج إلى هذا ؟ هل أستطيع الحصول على مهنة مرضية عبر القيام بشيء آخر. ونسبة كبيرة من النساء تعاني من قضايا أسرية حقيقية، لأنه في الواقع لا تزال معظم المجتمعات تتحمل على نحو غير متناسب مسؤولية الأسرة. في الواقع السياسة تحتاج إلى المرأة لأنه إذا لم تهتم النساء بالقضايهن وبدعم النساء الأخريات، وبالدعوة إلى وضع سياسات من شأنها أن تحدث فرقا حقيقيا في حياة المرأة، فكيف يمكن أن نتوقع إصدار سياسات سياسات مناسبة؟ لذلك على المرأة أن تكون موجودة."

وفيما تبدأ ولايتها الثانية كمديرة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تتربع هيلين كلارك على قمة منظمة تبلغ ميزانيتها السنوية 5.8 مليار دولار ويبلغ عدد موظفيها 8،000 في 177 بلدا. كلارك تشير إلى أن حلولها لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والحد من الفقر تشمل قبل كل شيء الاستثمارات الكبيرة في مجال المساواة بين الجنسين والصحة الإنجابية. وتقول عما تشهده يوميا عبر عملها في البرنامج:

 

"أنا أبكي عندما أرى ما الذي تعاني منه الكثير من الفتيات والنساء في حياتهن اليومية. هل يمكن أن نخيل بأن نؤخذ من عائلتنا ونُزوج عندما لا نزال أطفالا؟ هل يمكن أن نتصور ألا يكون لنا خيار في وقت إنجاب الأطفال، وعدم الحصول على الخدمات الأساسية، وأن يقال لنا أن تعليمك ليس مهما جدا لأنك فتاة؟ أو ألا يكون لدينا إمكانية الحصول إلى الائتمان، والحق في ملكية أو وراثة الأرض التي قد تجعلنا أكثر قدرة على القيام بالأعمال التجارية الصغيرة.."

كلارك تشير إلى أن استخدام طاقات النساء ليس فقط مسألة حق طبيعي للمرأة ولكنه أيضا عملية اقتصادية ذكية، وإلا فإن البلدان ستخسر امكانية تحقيق امن اقتصادي واجتماعي شامل إذا ما لم تعمل على النهوض بالمرأة.