صرخة من الجنود الأطفال لإيقاف العنف ضدهم
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة - يونيسف اليوم مبادرة لإنهاء العنف ضد الأطفال واتخاذ اجراءات عاجلة لمكافحة هذه الآفة. في التقرير التالي نلقي الضوء على معاناة "غريس" والحياة التي عاشتها بعد أن خطفها جيش الرب للمقاومة وأجبرها على القتال.
في عام 1996، وفي الخامسة عشر من عمرها، خطفت غريس أكالو من مدرستها الداخلية بشمال أوغندا. ...
وقد نقلت غريس وثلاثون فتاة أخرى إلى السودان حيث أجبرن على الانضمام إلى فصيل جوزيف كوني بجيش الرب للمقاومة:
"إن المعاناة والألم والتعذيب الذي تعرضنا له كان غير آدمي، أنا لا أعتقد أن أي طفل - أي إنسان يجب أن يمر بهذه التجربة... لقد قضيت سبعة أشهر في الأسر، وكما أقول دائما، ذلك المكان كان بمثابة قبر، وكأنني ذهبت إلى آخر مكان على الأرض. بالنسبة لي أنْ أجبَرَ على قتل إنسان آخر، أثّر عليّ نفسيا بشكل كبير. عندما أعطوني بندقية، كان الأمر صعبا جدا في البداية، لكنها أصبحت مسألة بقاء. كان علي أن أطلق النار للحصول على الغذاء، كان علي أن أذهب للقتال في الخطوط الأمامية للبقاء على قيد الحياة."
وتقول غريس إنها كانت تعزل نفسها بعد أن تعرضت للتعذيب والضرب والاعتداء الجنسي، ولكن بشكل خاص بسبب أصدقائها الذين خلفتهم وراءها:
"شعرت بالذنب لأنني على قيد الحياة. شعرت بالذنب لأنني حرة."
ولكن بعد أن تمكنت من الهرب، صممت غريس على إكمال تعليمها، لأن الدراسة كما تقول، تعطيها الأمل في الحياة:
"المدرسة كانت أفضل مكان يمكن أن اتواجد به. فالتعليم يعطي الأمل. لدي أمل في المستقبل، حتى لو لم أتمكن من الحصول على وظيفة، فسيُنظر إليّ كفرد مساهم في المجتمع. لدي أمثلة من أصدقائي الذين حصلوا أيضا على فرصة للذهاب إلى المدرسة ومنهم من أمضى 3 سنوات في الأسر. بعض الأطفال أمضوا أكثر من 10 سنوات في الأسر، وبالرغم من ذلك عادوا، ومع الدعم المناسب، ومن خلال منحهم فرصة ثانية، ومن خلال التعليم والتدريب والقبول في المجتمع، يمكن أن يصبحوا أفضل."
غريس أكالو لديها الآن شهادة ماجستير في التنمية الدولية والتغيير الاجتماعي من جامعة كلارك بولاية ماساشوستس:
"لا بد لي من فعل شيء، لا بد لي من استخدام الحياة التي أعطيت لي لغرض ما- لا لأحزن على ما حدث لي."
غريس أصبحت الآن متحدثة باسم الأطفال المتأثرين بالصراعات المسلحة، وقد أسست لهذا الغرض مؤسسة "الأفارقة المتحدون لحقوق المرأة والطفل".