天天听新闻：شجرة ＂الشيه＂ مصدر رزق ل

شجرة "الشيه" مصدر رزق للنساء في مالي

تعرف الكثيرات من النساء في مالي كل شيء عن فوائد شجرة "الشيه". فقد كنّ يجمعن ثمرتها لسنوات طويلة من أجل إنتاج الصابون وغيره من المنتجات المتنوعة وبيعها في الأسواق. في التقرير التالي نستعرض أهمية هذه الشجرة في تمكين النساء وتحسين ظروفهن المعيشية.
 
يعتبر الكثيرون شجرة الشيه مصنعا للمواد الغذائية التقليدية في أفريقيا. ويُزعم أن لديها القدرة على تحسين التغذية، وزيادة الإمدادات الغذائية في موسم الجوع السنوي وتعزيز التنمية في المناطق الريفية ودعم رعاية الأرض المستدامة.
 
النساء في مالي يعتمدن على هذه الشجرة بشكل خاص، ويقدر إنتاجها بثمانين ألف طن في السنة، ولكن لديها القدرة على إنتاج مائتين وخمسين ألف طن وتحسين الظروف المعيشية لسكان مالي.
 
نيني:
 
"نحن نواجه مشكلتين رئيسيتين هنا: وضع المياه وحقيقة أن علينا أن نفعل كل شيء يدويا."
 
نيني تراوري تعمل في سيجو بجنوب مالي في تعاونية "سيبولون". ويستخدم المركز ثمانمائة لتر من المياه يوميا، ويتطلب ضخها من الأرض، وجلبها إلى المكان الناسب جهدا كبيرا من النساء، الأمر الذي يستنزف طاقتهن الجسدية قبل البدء حتى في معالجة ثمرة الشيه:
 
"إذا كان لدينا المعدات المناسبة، وكان بئر المياه أقرب، لوفرنا الوقت وزدنا الإنتاج."
 
وهناك مشروع جديد تديره حكومتي مالي ولوكسمبورغ بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، يونيدو، يهدف إلى مساعدة النساء في مالي على استخدام ثمرة الشيه بشكل فعال.
 
وفي هذا المركز على مشارف ديوالا Dioila، تحسن الآلات وأساليب الإنتاج الجديدة  من نسبة الإنتاج وأرباح العاملات.
 
فقبل عام، لم يكن المركز ينتج سوى مئة كيلوغرام من الصابون يوميا. الآن أصبح ينتج ستة أضعاف هذا الرقم.
 
وتعني إنتاجية وجودة أعلى ارتفاعا في أجور العمال، الذي يسمح للمرأة بأن تنفق المزيد من المال في المكان المناسب. فالفصول الدراسية في المدارس المحلية بديوالا مليئة بالتلاميذ لأن الآباء ليسوا بحاجة إليهم للعمل في المصنع.
 
عبد الله تونكارا، مدير المدرسة ديوالا:
 
"لا تخرج الأمهات أطفالهن من المدرسة بعد الآن. فقد زاد دخل الأسرة. ومع آلات الصحن الجديدة  لم تعد الفتيات مجبرة على القيام بذلك. ويمكن أن يتابعن دراستهن في الصف. في الواقع، إن الفتيات أفضل تلاميذ."
 
وتعتبر أمهاتهن أيضا الأفضل حيث يعملن بجهد لإنتاج أفضل المنتجات الشيه، كما تقول وزيرة النهوض بالمرأة والطفل والأسرة، الدكتورة كوناري مريم كالابو:
 
"على كل المستويات، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، تنتج المرأة جميع أنواع منتجات الشيه. وما نحاول القيام به اليوم هو النظر إلى جودة المنتجات الشيا وتحسينها من خلال التقنيات الجديدة."
 
ولا تستهدف المنتجات الجديدة المستهلكين المحليين وحسب، فالصابون الذي يباع بخمسين سنت من يورو في العاصمة باماكو، يباع بعشرة أضعاف هذا المبلغ في البلدان الغربية.
 
إذا انتشرت هذه التقنيات الجديدة المتبعة في ديوالا في جميع أنحاء البلاد، ستستفيد الكثيرات من النساء في مالي من هذا النموذج التجاري الناجح.