天天听新闻：الفاو تدعو إلى جعل الحمي

الفاو تدعو إلى جعل الحمية الغذائية أكثر استدامة

حثت دراسة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة- فاو وهيئة التنوع الحيوي الدولي إلى اتخاذ تدابير فورية ترويجا للحمية المستدامة وصون التنوّع الحيوي للغذاء بهدف تحسين صحة البشر وبيئة الكوكب ككل. مزيد من التفاصيل فيما يلي.
 
"الحمية المستدامة وصون التنوع الحيوي للغذاء يؤدي إلى تحسين صحة البشر وبيئة كوكب الأرض ككل."
 
هذه خلاصة الدراسة الجديدة التي أصدرتها منظمة الأغذية والزراعة-فاو وهيئة التنوع الحيوي الدولي والتي دعت فيها العالم إلى اتخاذ تدابير فورية ترويجا لهذا النوع من الحمية في جميع أنحاء العالم.
 
وفي تقديمها للدراسة المعنونة "الحمية المستدامة والتنوع الحيوي"، ذكرت الخبيرة بَربَرا بيرلينغهام، كبيرة أخصائيي شعبة التغذية وحماية المستهلك بمنظمة "فاو"، أنه بغض النظر عن النجاحات العديدة للزراعة في غضون العقود الثلاثة الأخيرة فالواضح أنّ نظم الحمية والوجبات الغذائية لم تصبح مستدامة بعد:
 
"من المهم تناول الأطعمة في البيئة الأقرب إلى إنتاجها، ويجب الاعتماد على المواد الغذائية التي تتكيف مع البيئة المحلية بحيث لا تتطلب مواد كيميائية عالية مثل الأسمدة والمبيدات. على سبيل المثال، لا يجب تقليل منسوب المياه الجوفية من خلال الاعتماد على إنتاج المواد الغذائية التي لا تتكيف مع البيئة وتتطلب الري. إذا، هناك العديد من الطرق لتحقيق نظام غذائي مستدام، ويجب ربطها بالإنتاج."
 
واليوم تتيح ثلاثة محاصيل أساسية كبرى هي الذرة والقمح والأرز ما يناهز 60 بالمئة من مجموع الطاقة الغذائية المستهلكة في العالم. ومع ارتفاع مستويات الدخل لدى بعض البلدان النامية يتزايد عدد السكان الذين يتخلون عن الوجبة التقليدية ذات الأصل النباتي للاستعاضة عنها بنظام حمية غربي النموذج تغلب عليه اللحوم ومنتجات الألبان والدهون والسكريات. بَربَرا بيرلينغهام :
 
"في كثير من البلدان النامية، يدفع المنتجون لتوفير المزيد من المنتجات الحيوانية، وذلك من باب الحوافز الاقتصادية ولأنه علامة على الثراء. فمع ارتفاع دخلهم، يلجأ الناس إلى اعتماد هذه الأنظمة الغذائية الأكثر كلفة لأنها علامة على إنجازاتهم وثرائهم."
 
وتكشف الدراسة المشتركة عن أن نظام الحمية الحديثة وأساليب إنتاج الأغذية كان لها أبعد الأثر في انكماش نطاق التنوع الوراثي النباتي والحيواني، إذ يواجه نحو سبعة عشر ألف ومئتين وتسعين نوعا من أصل سبعة وأربعين ألفا وستمئة وسبعين نوعا من الأنواع النباتية والسلالات الحيوانية خطر الانقراض وفق تقديرات الاتّحاد الدولي لحماية الطبيعة، كما تقول الخبيرة بمنظمة الفاو:
 
"على مدى العقود العشرة الماضية، فصلنا بين الحمية والبيئة، من خلال تركيزنا على النظام الغذائي دون التركيز على البيئة. وبذلك لم نحقق فقط مستوى عاليا من الأمراض المزمنة والسمنة في العالم، وليس في الدول المتقدمة وحسب وإنما في البلدان النامية أيضا. كما حققنا أيضا خسارة مدمرة بشكل لا يصدق في التنوع البيولوجي وتدهورا بيئيا."
 
وتؤكد الخبيرة بمنظمة الفاو أن النظم الغذائية يجب أن تمرّ عبر تحوّلات جذرية'باتجاه استخدام أعلى كفاءة للموارد ومزيد من الفعالية والإنصاف في استهلاك الغذاء بهدف اعتماد الحمية المستدامة، مشيرة إلى أن هذه الحمية من شأنها أن تعالج مشكلة استهلاك الغذاء ذي الموارد المائية القليلة والانبعاثات الكربونية، وتروج لنشر التنوّع الغذائي الحيوي بما في ذلك الأغذية التقليدية والمحليّة المتنوعة والغنية من الناحية التغذوية.