لاجئون أفغان في إيران يعودون إلى الوطن بعد سنين من الغياب、
بعد انخفاض أعداد اللاجئين الأفغان العائدين إلى ديارهم من إيران نسبيا، عاودت الارتفاع مجددا في الآونة الأخيرة لأسباب يعزوها البعض إلى غلاء تكاليف المعيشة في إيران. التقرير التالي يلقي الضوء على أحوال اللاجئين في المنطقة.
هذه هي النقطة الحدودية بين أفغانستان وإيران "دوغارون" حيث يعبر اللاجئون الأفغان إلى بلادهم بعد أن قرروا العودة إليها من إيران. مفوضية شؤون اللاجئين تقول إن أعداد هؤلاء اللاجئين تفوق مرتين أعداد العام الماضي.
باز محمد يبلغ من العمر اثنين وأربعين عاما من بين هؤلاء العائدين برفقة زوجته وأطفاله السبعة بعد غياب لم يكن بإرادتهم دام ثمانية عشر عاما. لماذا العودة الآن؟ هذا ما يخبرنا به محمد.
"لدي عائلة مكونة من ثمانية أشخاص. خمسة من أطفالي يذهبون إلى المدرسة. وأنا العائل الوحيد للأسرة. وما أكسب يكفي فقط لدفع إيجار المنزل والرسوم المدرسية. كيف يمكنني الإنفاق على الأمور الأخرى مثل الطعام!."
اللاجئون، جنبا إلى جنب مع الإيرانيين، خسروا مؤخرا إعانات المعيشة التي كانت تقدمها الحكومة لهم بسبب الخطة الوطنية التي تتبعها. الأمر الذي أضر حياة الكثير من الأسر كأسرة محمد.
زوجته تضيف على كلامه مفسرة لماذا كانت العودة القرار الصائب.
"اعتدنا على دفع خمسة إلى ستة دولارات شهريا للكهرباء والآن أصبحت خمسة وعشرين دولارا. وكنا ندفع دولارين للمياه أما الآن خمسة عشر دولارا. وبالنسبة للإيجار فارتفع من أربعين دولارا إلى مئة وخمسين بالشهر."
تتفقد موظفة مفوضية شؤون اللاجئين أوراق اللاجئين العائدين على الحدود للتأكد من أن عودتهم طوعية، وتعطيهم الوثائق التي تثبت ذلك قبل دخولهم إلى أفغانستان.
زوجة محمد التي كانت تبلغ ستة عشر عاما عندما غادرت أفغانستان، تعود إليها اليوم مع أطفالها الذين تطأ أقدامهم الصغيرة أرض آبائهم لأول مرة.
"تعتريني مشاعر مختلطة. من جانب، أنا سعيدة جدا بأن أعود إلى بلدي، وطني وعائلتي وأخي وأختي. من جانب آخر، لست متأكدة مما ينتظرني. لا أعرف كيف هي الحال الآن في أفغانستان."
وأما هذا الرجل المسن والذي يدعى محمد خان فقد عاش وزوجته في إيران أكثر من ثلاث عشرة سنة، يقول إن الوقت قد حان للعودة إلى ديارهم.
"أنا سعيد جدا لأنني سأعود إلى وطني. الأرض التي لك حلوة ولذلك انا عائد إلى أرضي."
يتلقى كل لاجئ من هؤلاء مئة وخمسين دولارا أمريكيا، إضافة إلى منحة سفر بالعملة المحلية. وبعضهم يحصل من مفوضية شؤون اللاجئين على مساعدة أكبر لجعل رحلتهم سهلة وممكنة.