تقرير دولي يفيد باستمرار وجود فجوات واسعة بين التعهدات والعمل للحد من عمالة الأطفال
تزامنا مع الذكرى العاشرة لليوم الدولي لمناهضة عمالة الأطفال أصدرت منظمة العمل الدولية تقريرا أفادت فيه بوجود فجوات واسعة بين التصديق على المعاهدات الدولية ذات الصلة والفعل على أرض الواقع.
التفاصيل في تقرير ريم أباظة.
يقدر عدد الأطفال الذين يضطرون إلى العمل بنحو مائتين وخمسة عشر مليون طفل، يتعرض أكثر من نصفهم لأسوأ أشكال عمالة الأطفال بما في ذلك العبودية والإجبار على المشاركة في الصراعات المسلحة.
أحدث تقارير منظمة العمل الدولية يقول إن جهود الحد من عمالة الأطفال تواجه عوائق فشل تحويل التعهدات إلى ممارسات عملية.
ويفيد التقرير بأن هناك فجوات واسعة بين الالتزامات والتعهدات والعمل على أرض الواقع.
ولكن رغم التحديات إلا أن هناك بعض الإنجازات المهمة التي تم تحقيقها في عدد من الدول لتحسين القوانين والممارسات.
في الأرجنتين على سبيل المثال تعمل شبكة الشركات المناهضة لعمالة الأطفال عن قرب مع السلطات للقضاء على تلك الظاهرة.
وتقول إحدى الأمهات المستفيدات من برنامج القضاء على عمالة الأطفال في مزارع التبغ.
"إن الفرق بين طفولتي وطفولة ابنتي هو أنها تستمتع بما لم أتمكن من الاستمتاع به. عندما كنت صغيرة اضطررت إلى العمل وتحمل مسئوليات الكبار، واكتشفت الآن بأنني لم أعش مراحل كثيرة من حياتي. إن ابنتي تمتلك إمكانيات وآفاقا لم تتوفر لي."
في الهند تعمل صناعة السجاد منذ زمن بعيد لمحاربة عمالة الأطفال، فترفض الكثير من الشركات التعامل مع أي جهة تستغل الأطفال في العمل.
كما تقوم بعض شركات السجاد بتوفير التعليم لأبناء العاملين بها في إطار ما يسمى (مشروع مالا). كالو باتال كان يعمل في صناعة السجاد عندما كان طفلا ولكنه أيضا أحد المستفيدين من المشروع، ليصبح الآن مدرسا في إحدى مدارسه:
"كل جهودنا في مشروع مالا تهدف إلى ضمان أن يكبر الأطفال ليصبحوا ناجحين، ليكونوا أطباء ومهندسين ويجعلوننا فخورين، وهذا ما نتوقعه من أبنائنا."
تعد معاهدتا منظمة العمل الدولية بشأن الحد الأدنى للعمالة، وأسوأ أشكال عمالة الأطفال من بين أكثر معاهدات المنظمة من حيث عدد الدول المصدقة عليها.
ولكن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم التطبيق الذي قد يزيد صعوبة في ظل الأزمات المالية والاقتصادية التي يمر بها العالم.
وهذا ما دفع المدير العام لمنظمة العمل الدولية خوان سومافيا على التأكيد على ضرورة عدم السماح لهدف القضاء على عمالة الأطفال بأن يحتل موقعا متأخرا من أجندة التنمية، مؤكدا ضرورة أن تعمل جميع الدول بشكل فردي وجماعي لتحقيق هذا الهدف.