عنان يشدد على الحاجة الملحة لوقف عمليات القتل والانتهاكات في سوريا
شدد المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية المعني بسوريا كوفي عنان على الحاجة الملحة لوقف عمليات القتل والانتهاكات في سوريا وتوصيل الإغاثة الإنسانية للسكان.
وفي الإفادة التي قدمها لأعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد عنان على ضرورة التحرك بشكل عاجل لتيسير التوصل إلى حل سلمي جامع بقيادة سورية يلبي التطعات الديموقراطية المشروعة للشعب السوري.
واستعرض عنان اقتراحه، بنقاطه الست، الذي قدمه للسلطات السورية للمساعدة في إنهاء الأزمة وقال:
"إن كل نقاط الخطة مهمة، ولكن إحداها أكثر إلحاحا وهي الحاجة إلى وقف العنف، ومن الواضح أن العنف مازال مستمرا، ومازالت التقارير تفيد بوقوع مستويات مقلقة من الضحايا والانتهاكات الأخرى بشكل يومي، ولم تتوقف العمليات العسكرية في المراكز المدنية. ومن جانبها كتبت لي الحكومة قائلة إن الجماعات المسلحة تواصل الهجوم والاعتداء على القوات الحكومية والمدنيين والممتلكات."
وصرح عنان بأن الحكومة السورية أبلغته بانسحاب قواتها بشكل جزئي من ثلاثة مواقع هي إدلب والزبداني ودرعا، مؤكدا ضرورة اتخاذ مزيد من التدابير الأوسع نطاقا.
"هناك حاجة لاتخاذ خطوات فورية يمكن التحقق منها لإكمال تطبيق التعهدات في الأيام الحاسمة المقبلة، إننا نزيد جهودنا لنتفهم بشكل موضوعي ما يجري على الأرض ومن الذي يفعل ماذا، وأرحب بدعم هذا المسعى ممن يملكون النفوذ والقدرة."
وذكر المبعوث المشترك أنه أبلغ الحكومة السورية بضرورة تنفيذ تلك الخطوات بشكل يرسل إشارة سلام سياسية قوية، مشددا على ضرورة وقف استخدام الأسلحة الثقيلة وجميع أشكال العنف الأخرى مثل الانتهاكات الجنسية والتعذيب والإعدامات.
أما عن المعارضة فقال عنان إن جميع الأطراف التي تواصل معها تعهدت بالدعوة إلى وقف الأعمال العدائية بمجرد أن تنفذ الحكومة السورية التزاماتها فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الثقيلة وسحب القوات.
وحث عنان الحكومات التي تتمتع بنفوذ لدى المعارضة على الضغط عليها لوقف أعمال العنف أيضا.
ووفق اقتراح عنان من المفترض أن تعمل جميع الأطراف على وقف كل أشكال العنف خلال ثمان وأربعين ساعة من إكمال التدابير المطلوبة من الحكومة السورية، ليلتزم الجميع بوقف كامل للأعمال العدائية بحلول الساعة السادسة صباحا بتوقيت دمشق في الثاني عشر من أبريل نيسان.
وأشار عنان، في إفادته أمام أعضاء الجمعية العامة، إلى موافقة الحكومة السورية والمعارضة على نشر بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة للإشراف على وقف الأعمال العدائية وقال:
"فيما نستعد لنشر مثل تلك البعثة يجب أن نضع في الاعتبار السمة الفريدة للأزمة السورية، فلا يمكن أن نتعامل مع العنف في سوريا من خلال بعثة مراقبة تقليدية تقف بين جيشين، إن الوضع غير مستقر ولا توجد خطوط أمامية، ولن يكرس السلام بدون عملية سياسية ذات مصداقية. ما سنحتاجه على الأرض هو وجود صغير وذكي للأمم المتحدة، ستتطلب الحاجة إلى نشره بشكل عاجل بتفويض واسع ويتسم بالمرونة، ويتعين ضمان حرية حركة البعثة في البلاد وأمنها، وأن تتواصل مع جميع الأطراف المعنية، وسيكون عليها أن تراقب بشكل مستمر وسريع وتحدد وتقيم الوقائع والظروف على الأرض بشكل محايد."
وقال كوفي عنان إن وقف أعمال العنف هو بداية مهمة، مشيرا إلى ضرورة التحرك بشكل عاجل على مسار العملية السياسية لتلبية تطلعات الشعب السوري.
وتشمل تلك العملية إجراء حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية ومختلف أطياف المعارضة.
وفي ختام كلمته شدد المبعوث المشترك كوفي عنان على أهمية اتحاد المجتمع الدولي خلف جهود وساطة واحدة من أجل وقف العنف ولمساعدة سوريا على توجيه مسارها نحو المستقبل الديموقراطي السلمي.