الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام الأرضية
تؤدي الألغام الأرضية إلى مقتل وإصابة نحو أربعة آلاف شخص كل عام كما تعيق بشكل هائل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق المتضررة.
ويأتي اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام كل عام لتذكير العالم بضرورة تكثيف جهوده للتخلص من تلك الأسلحة إلى الأبد.
المزيد في التقرير التالي.
أدت الألغام الأرضية إلى مقتل وإصابة نحو مليون شخص خلال الثلاثين عاما الماضية، وتشير المعلومات إلى وجود نحو مائة وعشرة ملايين لغم أرضي منتشرة في ثمان وستين دولة وتخزين عدد مماثل.
وقد تراجع عدد ضحايا الألغام بنسبة خمسة وسبعين في المائة في عام 2010 مقارنة بعام 1996، ولكن الآثار الاقتصادية للألغام مازالت هائلة في عدد من دول العالم كما قال جاستين برادي رئيس قسم السياسات بدائرة الأمم المتحدة لمكافحة الألغام.
"إن مشكلة الألغام الأرضية في الوقت الراهن هي مشكلة مشقة اقتصادية وحرمان من سبل كسب الرزق وعرقلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتتراوح تلك المشاكل حتى داخل الدولة الواحدة فتعاني منطقة ما أكثر من غيرها. وقد شهدنا انخفاضا في عدد ضحايا الألغام على مر السنين، ليصل المعدل إلى نحو أربعة آلاف في العام وهو معدل يقل بكثير عن عدد ضحايا الأمراض غير السارية، ولكن إذا نظرنا إلى المشقة الاقتصادية التي تتسبب فيها الألغام فسنجد أنها مشكلة كبيرة في نحو خمس وعشرين دولة."
تعمل فرق الأمم المتحدة لمكافحة الألغام مع السلطات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني من أجل تطهير المناطق المتضررة وتوعية المجتمعات المحلية بكيفية العيش بأمان في المناطق الملوثة، ومساعدة الناجين.
وتتراوح تلك المساعدة من تقديم الرعاية الطبية الطارئة وإعادة التأهيل البدني إلى الدعم النفسي والاجتماعي وإعادة الإدماج.
وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الدول إلى الانضمام إلى المعاهدات الدولية الخاصة بمحاربة الألغام، وقال في كلمته بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام الأرضية:
"يلقي هذا اليوم الضوء على الأضرار الرهيبة الناجمة عن الألغام، إذ تجعل الأراضي غير قابلة للاستخدام، والطرق خطرة، وتمنع الناس من الوصول إلى المدارس وأماكن عملهم والعيادات أو البئر المحلي. وتجعل الألغام توصيل المساعدة الإنسانية أكثر صعوبة ومستحيلا في بعض الأحيان. إن استخدام الألغام من قبل الجماعات المسلحة والميليشيات والجيوش أمر مرفوض."
العاملون في إذاعة الأمم المتحدة يشاركون في حملة "شمر عن ساقك"
وقد شاركت الأمم المتحدة في إطلاق حملة دولية أطلق عليها (شمر عن ساقك) تدعو الشخصيات الشهيرة والسياسيين والمواطنين بشكل عام إلى المشاركة بهذه اللفتة الرمزية تأكيدا للتضامن مع الضحايا والمطالبة بإخلاء العالم من الألغام الأرضية.
ويقول جاستين برادي عن الحملة:
"عندما عرضت عليّ الحملة العام الماضي كنت متشككا، جاءت الحملة من كولومبيا بمبادرة من منظمة مجتمع مدني محلية، وفكرة الحملة بسيطة للغاية فلا نطلب من الناس أكثر من أن يشمروا عن ساقهم للإعراب عن تضامنهم مع من يعانون من آثار الألغام الأرضية، وهو أمر بسيط وملفت للانتباه، وقد تمكنت المنظمة الكولومبية من إشراك الحكومة والقطاع الخاص في الحملة، فرأينا في اليوم الدولي في الرابع من أبريل نيسان فرصة للدعوة إلى المشاركة في الحملة التي نأمل أن ينضم إليها الجميع للإعراب عن التضامن."
وقد احتفلت اتفاقية حظر الألغام الأرضية هذا العام بالذكرى الثالثة عشرة لدخولها حيز التنفيذ، وتقدم الاتفاقية إطار العمل القانوني الوحيد لضمان عدم استخدام الألغام المضادة للأفراد إذ إنها تحظر استخدام وإنتاج وتجارة الألغام وتلزم الدول بتدمير مخزونها وتطهير المناطق المتضررة ومساعدة الضحايا.