مجلس الأمن يعقد جلسة موسعة حول أفغانستان
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة موسعة حول الوضع في أفغانستان، استمع خلالها إلى إفادة من يان كوبيس الممثل الخاص للأمين العام، ورئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان. التفاصيل في التقرير التالي:
في أول إحاطة له أمام مجلس الأمن بصفته ممثلا خاصا للأمين العام ورئيسا لبعثة الامم المتحدة في أفغانستان، يوناما، استعرض يان كوبيس تقرير الأمين العام الأخير مشيرا إلى أنه وبعد عشر سنوات على إنشاء بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، فإن الوجود العسكري الدولي في البلاد يقوم بشكل تدريجي بنقل المسئولية الأمنية الكاملة إلى قوات الأمن الوطنية الأفغانية، لينهي مهمتها الحالية بنهاية عام 2014. وأضاف كوبيس:
"تتواصل الجهود لإقامة مؤسسات حكم وطنية ودون الوطنية تقدر تدريجيا على توفير الحكم وسيادة القانون والتنمية والخدمات الاجتماعية للمواطنين، وتوفير حقوقهم وحرياتهم الأساسية. إن الأصوات الداعمة للسلام والمصالحة بقيادة وملكية أفغانية أصبحت أقوى من مختلف أنحاء المجتمع الأفغاني، ومن المنطقة".
وأشار كوبيس إلى أن عمل الأمم المتحدة في أفغانستان يجب أن يعكس هذه الحقائق وأن يأخذ في الاعتبار بشكل تام مبادئ ومتطلبات العملية الانتقالية، مشددا على أهمية الشراكة الفعالة مع السلطات والمجتمع في أفغانستان.
وتحدث كوبيس عن لقاءاته بكافة المسئولين والزعماء السياسيين ونشطاء المجتمع المدني خلال أول شهرين من عمله في البلاد، إضافة إلى لقاءاته على الصعيد الإقليمي. وقال:
"لو كان هناك شيء واحد استمد منه الآمل فهو التعبير القوي عن الرغبة في السلام. إن رسالة المواطنين واضحة. لقد حان الوقت لوقف هذه الحرب. إن الأنباء عن عملية السلام الوليدة قد أدت إلى حوار مفعم بالحيوية، يحتاج إلى تسخيره واستخدامه في صنع السياسات بشكل بناء. وفي ظل الحوار الشعبي الذي تدعمه يوناما، تشارك الأفغان في الرؤى وخارطة الطريق من أجل عملية السلام".
وأضاف ممثل الأمين العام أن الحوار كشف أيضا أن الفساد وغياب العدالة وسوء استخدام السلطة تعتبر من وجهة نظر الكثيرين أكبر المشاكل التي تواجه المواطن العادي، إضافة إلى نقص فرص العمل لشباب المناطق الحضرية.
وتطرق يان كوبيس على أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها البلاد على خلفية حرق المصحف الشريف:
"أؤكد بشدة على الحاجة إلى وسائل غير عنيفة للاحتجاج، حتى في حالة الاستجابة لمثل هذه الأخطاء الخطيرة، وإن كانت غير مقصودة كحرق القرآن الكريم مؤخرا. إنني أشيد بمناشدات وأعمال معظم الزعماء الدينيين، وشيوخ المجتمع الذين عملوا على ضمان التعبير عن الغضب الشديد خلال التجمعات السلمية في المجتمعات. وأدين الخطب والدعوات التي دعت للعنف. فهي لم تجلب إلا الموت والدمار، للأفغان في المقام الأول".
وأكد كوبيس أن سلسلة عمليات القتل التي استهدفت القوات الدولية الموجودة في البلاد لمساعدة وتدريب القوات وتوفير المشورة للقوات والمؤسسات الأفغانية تعد غير مقبولة. كما أشار إلى أهمية أمن موظفي الأمم المتحدة، المحليين والدوليين.
كما تطرقت إفادة كوبيس أمام مجلس الامن إلى الحديث عن المؤتمرات الدولية حول أفغانستان، وإلى مجالات عمل بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان.
من جانبه، ركز الممثل الدائم لأفغانستان لدى الأمم المتحدة السفير ظاهر طنين في كلمته على المرحلة الانتقالية التي بدأت في بلاده مع نقل المسئوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية قبل عام، مضيفا أنه مع نهاية هذه المرحلة، فإن بلاده ستتولى المسئولية الكاملة عن الأمن، إضافة إلى ملكية وقيادة الحكم والتنمية. وقال:
"إن الانتقال الناجح يتطلب معايير متجددة للشراكة بين أفغانستان والمجتمع الدولي، مع ضمان الالتزام بمواصلة الدعم العسكري والسياسي والمالي خلال المرحلة الانتقالية وعقد التحول فيما بين عام 2015 و2024. وهذا هو ما حددناه نحن، أفغانستان، والمجتمع الدولي في مؤتمر بون في شهر ديسمبر الماضي. وهذا الالتزام سيتم دعمه بشكل ملموس في شهر يوليو في مؤتمر طوكيو".
وقد تضمنت جلسة مجلس الأمن أيضا مداخلات من ممثلي عدد كبير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.