اليوم العالمي للمرأة: الأمم المتحدة تشدد على الدور الحيوي للمرأة الريفية في مكافحة الفقر
وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة بمناسبة اليوم الدولي للمرأة، والذي حمل هذا العام شعار "تمكين المرأة الريفية 2012 و إنهاء الجوع والفقر"، أكد فيها أن المرأة باتت تترك بصماتها على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والأعمال التجارية داعيا جميع الحكومات على العمل من أجل الالتزام بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، ما يعتبر حقا أساسيا من حقوق الإنسان وقوة لفائدة الجميع.
في رسالة وجهها الأمين العام بان كي مون بمناسبة اليوم الدولي للمرأة أكد أن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة تحرز مكاسب متزايدة على الصعيد العالمي، حيث ان أعداد النساء اللواتي يتقلدن رئاسة الدول أو الحكومات أضحت أكبر من أي وقت مضى، وبلغت نسبة النساء الوزيرات في الحكومات أعلى مستوياته بل باتت المرأة تترك بصماتها في الأعمال التجارية أكثر من ذي قبل. ويتزايد عدد الفتيات اللواتي يلتحقن بالمدارس وينشأن موفورات الصحة، ويَملكن من الأدوات ما يمكّنهن من تحقيق إمكاناتهن.
الأمين العام تطرق في كلمته إلى المرأة الريفية، حيث قال إنه على الرغم من هذا الزخم فيما يتعلق بنساء الحضر فان الطريق لا يزال طويلا أمام النساء والفتيات قبل أن يصبح بمقدورنا القول إنهن يتمتعن بالحقوق الأساسية والحرية والكرامة التي هي من حقوقهن الطبيعية المكتسبة بالولادة والتي ستكفل الرفاه لهن مضيفا:
"يتجلى ذلك في المناطق الريفية في أرجاء العالم كافة. فالنساء والفتيات الريفيات - اللواتي خُصّص لهن اليوم الدولي للمرأة لهذه السنة يشكّلن ربع سكان العالم، وهن مع ذلك في أسفل مراتب المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بدءًا من الدخل والتعليم ثم الصحة ووصولا إلى المشاركة في صنع القرارات".
وأشار الأمين العام إلى أن عدد النساء الريفيات العاملات ممن لا يملكن ممتلكات زراعية يناهز نصف بليون امرأة، تمثلن نسبة كبيرة من القوة العاملة الزراعية ومع ذلك فان المرأة الريفية تواجه مصاعب عدة في تحقيق إمكاناتها حين انه لو أُتيحت لها إمكانية الاستفادة من الموارد الإنتاجية، على قدم المساواة مع الرجل، لازداد حجم المحاصيل الزراعية بنسبة أربعة بالمائة وهو ما يعزز تأمين الغذاء والتغذية وتخليص نحو مائة وخمسين مليون شخص من الجوع.
وشدد السيد بان في كلمته على انه لو أتيحت الفرصة للمرأة الريفية، فإنها يمكن أن تسهم أيضا في وضع حد لمأساة وقف النمو الخفية التي تصيب 200 مليون طفل تقريبا في جميع أنحاء العالم.
كما تتطرق الأمين العام إلى القوانين والممارسات التمييزية بحق المرأة والتي تؤثر في المجتمعات المحلية والأمم بأسرها. قائلا:
"إن البلدان التي تحرم المرأة من حقوق الملكية أو لا تتيح لها سبل الحصول على الائتمان، توجد فيها أعداد كبيرة من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. ولا يُعقل أن تحصل المزارعات على خمسة في المائة فقط من خدمات الإرشاد الزراعي. فالاستثمار في المرأة الريفية هو استثمار ذكي في تنمية البلدان."
وحث الأمين العام في كلمته الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص على الالتزام بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة باعتبارهما حقا أساسيا من حقوق الإنسان وقوة لفائدة الجميع معتبرا أن الطاقة والموهبة والقوة التي تمتلكها النساء والفتيات إنما هي أثمن مورد طبيعي لم تستغله البشرية بعد.
بدورها ميشيل باشيليت، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة أكدت تضامنها مع النساء في جميع أرجاء المعمورة مطالبة بتطبيق حقوق الإنسان وتحقيق الكرامة والمساواة مضيفة:
"وعندما أسترجع ما تم إنجازه في السنة الأولى من إنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة، لا يسعني إلا الثناء على العمل الذي بذله كل فرد، وكل حكومة، وكل منظمة، من أجل تمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين. يدفعني هذا الشعور بالمهمة الملقاة على عاتقي كما يدفع الملايين من الناس حول العالم، لحمل هذه الرسالة سعيا لتحقيق العدالة والشمول. "
السيدة باشيليت أكدت تعهدها بالالتزام الكامل بالمضي قدما لإتمام هذه المهمة مؤكدة أن تحقيق المساواة يعتمد علينا جميعا، بدءاً بالحكومات التي تعدل قوانينها، ومروراً بالمؤسسات التي توفر العمل اللائق والأجر المتكافىء، وانتهاء بالآباء الذين يعلّمون بناتهم وأولادهم أنه يجب معاملة جميع بني البشر معاملة متساوية.
" اليوم، في يوم المرأة العالمي دعونا نجدد تأكيدنا على التزامنا بحقوق المرأة وعلى المضي قدما بشجاعة وتصميم. ولندافع عن حقوق الإنسان، وعن كرامته الأصيلة وقيمته المتأصلة، وعن المساواة بين حقوق الرجل والمرأة. إن المشاركة الكاملة والمتكافئة للمرأة في الميادين السياسية والاقتصادية لهي محور أساسي لما يطالب به الناس من ديمقراطية وعدالة حيث ترتكز الاقتصاديات المنتعشة والمجتمعات الصحية على المساواة في الحقوق والفرص".
وأكدت السيدة باشليت أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة ستركز جهودها الخاصة هذا العام على النهوض بتمكين المرأة الاقتصادي ومشاركتها السياسية وتقلدها المناصب القيادية. متطلعة لمواصلة شراكة الهيئة القوية مع النساء والرجال والشباب، ومع الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص.