天天听新闻：انقطاع التيار الكهربائي

انقطاع التيار الكهربائي في غزة لفترات طويلة يوميا يصيب حياة مواطني القطاع بالشلل

تتفاقم مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة على نحو ينعكس على كافة أوجه حياة المواطنين، وذلك لعدم توريد الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. علا ياسين مراسلتنا في غزة رصدت آثار انقطاع الكهرباء على حياة أهالي غزة. إلى التفاصيل:

تأبى غزة إلا أن تكون مركزا للمأساة الإنسانية المتجددة التي تجتاحها بين الحين والآخر، لتجعل من معاناة سكانها نمط حياة أعاد الذكريات لأوائل الستينات وأواخر الخمسينات من القرن الماضي عندما كان القطاع بأكمله يغرق في ظلام دامس.

انقطاع التيار الكهربائي المتواصل لأكثر من عشرين ساعة يوميا في قطاع غزة بسبب توقف إدخال الوقود المهرب عبر الأنفاق الممتدة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية والأراضي الفلسطينية جنوب القطاع، أدى إلى شلل كبير في حياة الغزيين وانهيار أنظمة الصرف الصحي والمياه، فيما تعاني المشافي من مشاكل عديدة تهدد حياة آلاف المرضى.

وفي حديث مع إذاعة الأمم المتحدة، قال محمود ضاهر، ممثل منظمة الصحة العالمية إن شريحة كبيرة من المرضى في المشافي تعتمد على توفر التيار الكهربائي في علاجها محذرا من مخاطر استمرار انقطاع التيار الكهربائي على صحة أولئك المرضى. وأضاف :

"هناك خطر محدق على الأطفال الذين يعيشون على ماكينات الإحياء مثل الحضانة وعلى الأشخاص الذين يتلقون خدمات الرعاية المكثفة وعلى أكثر من أربعمائة مريض يتلقون غسيلاً كلوياً، كل ذلك يعتمد بشكل أساسي على وجود تيار كهربائي".

وعن الحلول البديلة التي قد تلجأ لها المنظمة الأممية في حالة نفاد الوقود بشكل تام واستمرار التدهور الحالي، قال ضاهر:

"هناك اتصالات حثيثة بين منظمة الصحة العالمية ومنظومة الأمم المتحدة لمحاولة تقليل الخطر الذي قد ينظم، هناك احتياطي في الاونرا قد يستدعى الأمر إلى تحويل بعضه إلى بعض المستشفيات في حالة التعرض إلى الخطر".

شح الوقود أدى إلى توقف المولادت الكهربائية التي تشغل مضخات المياه ومحطات الصرف الصحي الكبرى في قطاع غزة ما أثر سلبا على حياة المواطنين في أبسط متطلباتهم. هذا ما أخبرنا به صبحي أبو رضوان، رئيس بلدية رفح:

"هناك آبار المياه التي تحتاج إلى تشغيل، لا يوجد سولار لتشغيل هذه المولدات، وبالتالي عدم وصول مياه الشرب والمياه للاستخدام المنزلي للمواطنين أيضا، محطات الصرف الصحي وضخ مياه الصرف الصحي هذه ممكن أن تؤثر تأثيرا سلبيا جدا، فقد تتعرض الشوارع إلى طفح مياه الصرف الصحي ومياه المجاري".

التعليم والتحصيل الدراسي هو أحد الضحايا الرئيسية للانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، والذي اثر بصورة سلبية على طالبات وطلبة المدارس. علأ أغا، طالبة في الصف التاسع، تحدثت لإذاعة الأمم المتحدة عن معاناتها اليومية جراء انقطاع التيار الكهربائي، وقالت:

"أنام والكهرباء قاطعة واستيقظ وهي قاطعة، لا أرى الضوء بالمرة، دراسة ما بقدر الحق، حتى الواجب ما بقدر أحله، أمبارح ساعتين على بعض ما اجت، اليوم عندي امتحان عربي وحتى ألآن لم افتح الكتاب بالمرة، ونفسيتي صارت تعبانة كتير ولا أدري ماذا اعمل".

أما الطالبة ريم، فتقول إن الخوف يسيطر عليها ليلا جراء الظلام الدامس، فيما تنتابها مخاوف من تشغيل المولد الكهربائي الصغير في البيت خوفا من انفجاره:

"أصبحت أخاف كثيرا لأن البيت معتم، حتى لو شغلنا المولد بالليل والكهرباء مقطوعة، نخاف يصير شئ بالبيت، نخاف الموتور بالليل يحترق فينا أو لا سمح الله ينفجر وهذا شئ ليس جيد".

الصحفيون في غزة ليسوا أفضل حالا من بقية المواطنين، فليس بإمكانهم إرسال تقاريرهم أو صورهم جراء المأساة المتواصلة في غزة. الإعلامية مشيرة جمال حدثتنا عن معاناتها الشخصية في إرسال الأخبار:

"شغل، ليس هناك شغل، لأنه ما في شي ممكن نبعثه في وقته، لا صورة ترسل في وقتها ولا التقرير بوقته ولا حتى الخبر نقدر نبعثه بوقته، حتى لو بعثنا شيئا عن طريق الجوال فتكون المعلومة ناقصة، ولا يوجد شحن للجوال، ولا للكاميرا، فتقريبا الأنشطة كلها متوقفة، ننتظر ثلاث ساعات فقط، حتى تأتي الكهرباء وحتى خلال هذه الساعات الثلاث تنقطع الكهرباء".

الناشط الحقوقي مصطفى إبراهيم حمل إسرائيل المسئولية الكبرى عما يحدث في غزة، ولكنه طالب حكومة غزة بتوضيح أسباب الأزمة التي تعصف بالقطاع. وأضاف:

"يجب على الحكومة على الأقل في غزة أن تطلعنا على كافة مجريات المشكلة، ماذا جرى؟ ولماذا هذه الأزمة الآن؟ ولماذا تفاقمت؟ اعتقد أن الحصار الإسرائيلي له دور كبير في هذا الموضوع، هو يتحمل المسئولية الكبيرة ولكن لدينا مسئولية قانونية وأخلاقية تتحملها الحكومة في غزة".

ومن الواضح مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المتجددة في غزة هي واحدة من المشاكل الكبرى التي تواجه الغزيين منذ سنوات عديدة والتي يتطلب حلها إبداعات خلاقة من مختلف الأطراف لتجنب مأساة إنسانية كبرى قبل فوات الأوان.

علا ياسين / إذاعة الأمم المتحدة / قطاع غزة