天天听新闻：صندوق النقد الدولي يتوقع

صندوق النقد الدولي يتوقع انخفاضا في معدلات النمو في منطقة اليورو عن توقعاته السابقة

وفقا لتقرير حديث للأفاق الاقتصادية العالمية لصندوق النقد الدولي، فإن منطقة اليورو ستتعرض لحالة ركود معتدل خلال عام 2012، بعد أن دخلت أزمة المنطقة مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر في نهاية العام الماضي، الأمر الذي أثر على مناطق أخرى من العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والأسواق الناشئة والدول النامية. إلى التفاصيل:

مع زيادة الضغوط التي تسببها منطقة اليورو والتي تلقي بظلال قاتمة على التوقعات الاقتصادية العالمية، فقد خفض صندوق النقد الدولي بشكل حاد من توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خلال العام الحالي، مشيرا إلى تضاؤل توقعات النمو، وتزايد المخاطر التي يتعرض لها الاستقرار المالي.

ويقول اوليفييه بلانشار، المستشار الاقتصادي بصندوق النقد الدولي:

"إن الانتعاش العالمي، الذي كان ضعيفا في المقام الأول، يواجه خطر التعثر. وتكمن بؤرة الخطر في أوروبا، ولكن باقي العالم يتأثر بها على نحو متزايد. بل، إن هناك خطرا أكبر، وهو ازدياد حدة الأزمة الأوروبية. وفي هذه الحالة، فإن العالم سيغرق في حالة ركود أخرى".

وبصفة عامة، فمن المتوقع أن يشهد نشاط الاقتصادات المتقدمة توسعا بقيمة واحد فاصل اثنين في المائة فقط خلال عام 2012، أي بتراجع عن توقعات أيلول/سبتمبر الماضي. وتشير التوقعات إلى زيادة طفيفة في نمو هذه الاقتصادات لتصل إلى واحد فاصل تسعة في المائة.

هذا ويقدر النمو الاقتصادي العالمي للعام الحالي بثلاثة فاصل ثلاثة في المائة.

ويفيد صندوق النقد الدولي بأنه في ضوء عمق الركود الاقتصادي في عام 2009، فإن هذه المعدلات للنمو تعد بطيئة بشكل لا يكفي لإحداث تأثير كبير في معدلات البطالة المرتفعة جدا.

ومع هذه التوقعات المعدلة، أصدر صندوق النقد الدولي أيضا تحديثا لتقريره حول الاستقرار المالي العالمي، الذي يتابع القضايا في مجال الخدمات المصرفية، وأسواق رأس المال والمراقب المالي لها، الذي يتابع الديون والميزانيات الحكومية.

بلانشار الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في العاصمة الأمريكية خلال الأسبوع الحالي قال للصحفيين إنه من الممكن تجنب ما هو أسوأ، والعودة بالإنعاش إلى المسار الصحيح من خلال اتخاذ مجموعة من التدابير السليمة، مضيفا أن هذه الإجراءات يمكن اتخاذها، ويجب اتخاذها على وجه السرعة. وأوضح قائلا:

"يجب المضي قدما في ضبط الأوضاع المالية ولكن بوتيرة مناسبة. فإن خفض الديون يعد سباقا، ولكنه ليس سباقا سريعا. فالسرعة الكبيرة ستقتل النمو، وستخرج الإنعاش عن مساره. من المفيد أن نتذكر أن خفض الديون بنجاح عن مستويات فترة الحرب العالمية الثانية استغرق أكثر من عقدين من الزمن".

وتحدث المستشار الاقتصادي بصندوق النقد الدولي عن كيفية إعداد التوقعات الاقتصادية:

"قد تتساءلون عن الأساس الذي تستند إليه توقعاتنا. إنها تقوم على افتراض أن الإجراءات التي يجري الحديث عنها سيتم اعتمادها، وأزمة اليورو ستنخفض حدتها تدريجيا. وما لم يتم اعتماد هذه التدابير، عندها، يمكن للمرء أن يخشى من حدوث ما هو أسوأ. أما إذا تم اعتمادها بشكل حاسم، فيمكن للاقتصاد العالمي فعلا أن يحقق أداء أفضل من توقعاتنا. ومع ذلك، لا يجب أن يتوهم أحد أن تتراجع البطالة ببطء في أحسن الأحوال، فمازال أمامنا طريق طويل قبل أن يتعافي الاقتصاد العالمي تماما".

وقال بلانشار إنه من المتوقع أن يقدر النمو في منطقة اليورو خلال العام الحالي بفاصل خمسة في المائة، أي بتراجع عن نسبة واحد فاصل ستة في المائة التي أشارت لها توقعات شهر سبتمبر الماضي.

ويؤكد صندوق النقد الدولي أن التحدي الآن يتمثل في استعادة الثقة ووضع حد للأزمة في منطقة اليورو، من خلال دعم النمو، مع الحفاظ على التكيف المالي، بما يضمن تخفيض الديون، وتوفير المزيد من السيولة.