天天听新闻：ثورة تونس وفصل جديد في تع

ثورة تونس وفصل جديد في تعزيز المشاركة السياسية للنساء

فتحت الثورة التونسية، التي تحل هذه الأيام ذكراها الأولى، أبواب الانخراط السياسي أمام جميع المواطنين وخاصة النساء اللاتي شاركت الكثيرات منهن لأول مرة في حياتهن كمرشحات وناخبات.

في التقرير التالي نستعرض بعض نماذج تلك المشاركات.

كلف المجلس الوطني التأسيسي في تونس بإعداد الدستور الجديد والقيام بمهام البرلمان الانتقالي، وكانت انتخابات أعضاء المجلس خطوة مهمة على طريق تحول تونس إلى الديموقراطية.

قبيل الانتخابات، التي أجريت في أكتوبر تشرين الأول، لقي سعي المرأة التونسية للمشاركة في هذا المجلس التاريخي دفعة قوية بصدور قانون الانتخاب الذي اقتضى تقاسم القوائم الانتخابية بين الرجال والنساء بالتناوب.

وشكلت النساء أربعين في المئة من أحد عشر ألف مرشح تقدموا لانتخابات المجلس.

تعددت الأسباب والطموحات والأفكار التي من أجلها تحمست النساء لهذه المشاركة الفاعلة، فتقول عزة بدر أخصائية علم الاجتماع عن تجربتها الشخصية:

“كنت أقيم بالخارج طيلة حياتي، عدت لتونس قبل الثورة بفترة قصيرة فقررنا البقاء وتقديم شيء ما لبلادي، هذه فرصة تاريخية لن تتكرر.”

ثريا ستهم متخرجة من الحقوق والعلوم السياسية وهي ربة منزل قررت أن تشارك بشكل فعال في الثورة والمرحلة التي تلتها:

“بعد قيام الثورة أبدى زوجي تأييده لمشاركتي في المظاهرات فهذه بلادنا ولابد أن نفعل كل ما يمكن من أجلها.”

وتؤكد بشرى بلحاج حميدة المحامية والناشطة في حقوق المرأة وإحدى المرشحات أهمية مساهمة النساء في الحياة السياسية ووضع الدستور.

“المرأة قادرة على أن تعطي أكثر إنسانية للسياسة، لو كانت النساء مجموعة كبيرة مؤثرة في المجلس كنا سنضغط من أجل أن يكون الدستور في مستوى طموحات حقوق الإنسان.”

كان القاسم المشترك بين معظم المرشحات هو أنهن كن يدرن حملات انتخابية لأول مرة في حياتهن.

لذا نظم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دورات تدريبية وورش عمل لدعم المرشحات كما تقول سلاف قيسوم مديرة مشروع التنمية البرلمانية بالبرنامج:

“بعد الثورة في تونس بادر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ببرنامج خاص لدعم النساء السياسيات ركز على المرشحات للمجلس التأسيسي، وقدمنا دعما فنيا وتقنيا للمرشحات السياسيات في مجال التخطيط الاستراتيجي للحملة الانتخابية والتواصل مع الناخبين ووسائل الإعلام.”

وبغض النظر عن الإخفاق أو النجاح أو نتائج الانتخابات فإن المرشحات يشعرن بالرضا بما قد حققنه في هذه الرحلة، وتعبر عن ذلك السيدة ثريا ستهم التي كانت مرشحة عن قائمة دستورنا المستقلة:

“لم أكن أتخيل يوما ما أنني يمكن أن أترشح في الانتخابات أو أن تونس ستشهد ثورة، ولكن هذه فرصة تاريخية أحب أن أساهم فيها في الديموقراطية الناشئة في هذا البلد، لا أريد مقعدا في المجلس التأسيسي، إن أفكاري هنا وتونس التي أودها لأولادي هنا في المشروع الانتخابي وهكذا أشعر كما لو كنت قد وصلت إلى المجلس التأسيسي.”