البرازيل والاونروا توقعان مذكرة تفاهم حول دعم عمل المنظمة في غزة
وقعت كل من الحكومة البرازيلية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، اونروا، مذكرة تفاهم تعهدت بموجبها البرازيل بدعم الاونروا لتأدية مهامها الانسانية في قطاع غزة. التفاصيل مع علا ياسين، مراسلتنا في غزة.
وقالت ممثلة البرازيل لدى السلطة الوطنية الفلسطينية ليغيا ماريا شيرر خلال مؤتمر صحفي عقد الخميس الخامس عشر من كانون الأول ديسمبر الجاري، في إحدى المدارس التابعة للاونروا بمشاركة المفوض العام فيليبو غراندي، قالت إن حكومتها تعهدت بتقديم ما يقارب المليون دولار لدعم قطاعي التعليم والغذاء في غزة.
“نحن هنا اليوم للاحتفال بالتوقيع على مذكرة التفاهم. وهذه المذكرة توفر تمويلا بقيمة تسعمائة وستين ألف دولار للاونروا، تخصص لبرنامج الوكالة المتعلق بالتعليم، وشبكة الأمان الاجتماعي، وبرنامج الغذاء. إنها البداية، وأود توجيه هذه التبرعات للأنشطة التي تضطلع بها الاونروا”.
وأشارت إلى ان البرازيل تكن احتراما شديدا للاونروا وللمفوض العام السيد غراندي وللشعب الفلسطيني، معربة عن قلق بلادها من الأوضاع الانسانية المتدهورة في غزة.
“إن البرازيل قلقة للغاية للوضع الإنساني في غزة وتعتبر الأنشطة التي يتم تنفيذها ذات اهمية خاصة. ونحن مقتنعون بأن مهمة الاونروا أساسية في مواجهة احتياجات اللاجئين الفلسطينيين”.
وأشارت إلى أن حكومتها تبرعت للسلطة الفلسطينية في رام الله وتعهدت بتقديم تبرعات خلال مؤتمر شرم الشيخ في عام 2009 واليوم تدعم الاونروا لدورها الكبير في خدمة اللاجئين الفلسطينيين. فيما فاجأت السفيرة الحضور باعلانها أن البرازيل ستقدم تبرعا آخر للاونروا في العام القادم. وقالت:
“إن لدي خبر جيد جدا ويسعدني جدا أن أقوله لكم. فقد إلتزمت الحكومة البرازيلية بتقديم مساهمة جديدة للاونروا تقدر قيمتها بنحو سبعة ملايين وخمسمائة ألف دولار”.
من جانبه أكد المفوض العام للاونروا السيد فيليبو غراندي على أن التبرع السخي من دولة البرازيل يبين مدى القلق العالمي على قضية اللاجئين الفلسطينيين وأنها لم تعد قضية إقليمية فقط، معربا عن ارتياحه للتضامن والدعم لقضية اللاجئين الفلسطينيين في جميع دول العالم. وأضاف:
” مذكرة التفاهم تلك هي مساهمة هامة جدا بالنسبة لنشاطين، وهما التعليم والمساعدات الغذائية هنا في غزة، وهما يشكلان أولوية هامة بالنسبة لحكومة البرازيل، ويتطبقان أيضا مع أولويات الأونروا لمواطني المنطقة، وبصفة خاصة لمواطني غزة”.
وأكد غراندي أن الحصار الاسرائيلي لا يزال مفروضا على قطاع غزة بالرغم من الاجراءات الاسرائيلية في الآونة الأخيرة لتخفيفه، مشددا على أن الحل هو إنهاء الحصار بشكل كامل والسماح بحياة اقتصادية عادية والقدرة على التصدير من أجل القيام بتنمية حقيقية في غزة.
وحول المشاكل المالية التي تواجهها الاونروا في بعض برامجها قال غراندي:
“للأسف، وكما تعلمون فإن هذا البرنامج يتعرض للكثير من الضغوط المالية. إن لدينا أنشطة هامة جدا، مثل خلق فرص العمل للعاطلين عن العمل، وتوفير المساعدات الغذائية، وبرامج الصحة النفسية المجتمعية، التي تعني بالأطفال وغيرهم من المواطنين المتأثرين بالأحوال الصعبة في غزة، فكل هذه البرامج مهددة بسبب نقص التمويل”.
وأكد غراندي أن المنظمة الدولية ستواصل عملها لخدمة اللاجئين الفلسطينيين طالما لم تحل قضيتهم حلا عادلا يرضى به اللاجئون انفسهم، مشددا على أهمية الاعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين حسب قرارات الامم المتحدة. وقال:
”يجب ألا ننسى أبدا أن القضية الأساسية هنا هي أن مسألة اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تحل في المجال السياسي. إننا يمكن أن نساعد الفلسطينيين على أن يعيشوا حياة أفضل، وأن يحصلوا على تعليم جيد، وأن يتطلعوا إلى المستقبل بقدر أكبر قليلا من الامل، ولكن اليقين الوحيد في المستقبل لن يأتي إلا عبر اتفاق سياسي يقر بحق اللاجئين الفلسطينيين على النحو المنصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة، وبصفة خاصة القرار 194″.
وتخللت الحفل فقرات استعراضية شملت الدبكة الفلسطينية وبعض الاغاني والرقصات الشعبية البرازيلية أدتها مجموعة من الطالبات، فيما تم عرض سكتش تمثيلي حول أهمية التعليم ومدى الخسارة في حالة فقدانه.
الطالبة هيام والتي شاركت في استعراض قدمته فرقة الدبكة التابعة للمدرسة، أعربت عن سعادتها بقدوم الوفد البرازيلي إلى مدرستها وقالت:
”أنا اليوم دبكت وعملت التراث الفلسطيني الخاص ببلدي الذي أحبه كثيرا، وتعبت حتى أوصل لهم المعلومة بأن فلسطين، ليست كما يظن العالم، وأن الناس يعيشون في غزة، ولن يوقفهم أحد. فالاحتلال لن يوقف أحد عن أن يعيش. وشكرا جزيلا لتبرعهم، ونشكر كل العالم”.
ومن الواضح ان التبرع البرازيلي الجديد للاونروا سيساهم في الحد من العجز المالي الذي تواجهه المنظمة الدولية والذي يهدد بتقليص بعض برامجها في غزة، فيما تزداد حاجة لاجئي القطاع إلى المساعدة أكثر من اي وقت مضى.
علا ياسين – إذاعة الأمم المتحدة – قطاع غزة