الأمم المتحدة تدعو الحكومة العراقية إلى تأجيل إغلاق مخيم أشرف
أدان مارتين كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق الهجوم الإرهابي الذي وقع الاثنين في ذكرى عاشوراء واستهدف زوار العتبات المقدسة مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الكثيرين.
وقال كوبلر في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول العراق:
“إن التنوع الديني والعرقي في العراق هو قوة هذا البلد، إن ذلك التنوع يقع في صميم جهود البلاد الرامية إلى بناء مجتمع سلمي ومزدهر يشمل الجميع.”
وتطرق كوبلر، في أول إفادة له أمام المجلس منذ توليه منصبه، إلى التحديات التي مازالت تواجه العراق مثل توزيع الثروة وتقاسم السلطة وتوفير الخدمات الأساسية وتوتر العلاقات بين المجتمعات التي تعيش معا منذ قرون بالإضافة إلى القضايا العالقة بين الكويت والعراق.
وبالنسبة لانسحاب القوات الأميركية بنهاية العام الحالي، قال مارتين كوبلر إن ذلك الانسحاب سيؤدي إلى تغيير كبير للحكومة والشعب كما أنه منعطف مهم في تاريخ العراق في الوقت الذي يبني فيه ويعزز علاقاته مع شركائه الإقليميين والدوليين.
“نعم هناك تحديات قادمة ويبدو أن الكثيرين يشعرون بالقلق إزاء ما قد يحتويه المستقبل ولكنه يعد فوق كل شيء فرصة. إنه فرصة للعراقيين لإثباث لأنفسهم وللعالم أنهم قادرون على بناء مستقبل سلمي وأفضل لأبنائهم، وفرصة لجميع القادة السياسيين والمسؤولين المنتخبين للاستجابة للتطلعات المشروعة لناخبيهم ولتحقيق الديموقراطية والاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي.”
وأكد كوبلر استعداد بعثة الأمم المتحدة وفريق المنظمة الدولية في العراق للعمل مع الحكومة ومضاعفة جهودهم لتكريس المكاسب الديموقراطية والإنعاش الاقتصادي.
وفي موضوع آخر دعا كوبلر الحكومة العراقية إلى تأجيل موعد إغلاق مخيم أشرف للاجئين الذي يقيم به آلاف المعارضين الإيرانيين المنتمين لجماعة مجاهدي خلق.
وتصر السلطات العراقية على إغلاق مخيم أشرف في الحادي والثلاثين من ديسمبر كانون الأول، ولكن سكان المخيم يرفضون الانتقال منه إلا إذا منحوا حماية من الأمم المتحدة.
وقال كوبلر أمام المجلس إن هناك عقبات تواجه إيجاد حل لسكان المخيم، ولكنه أشار إلى إمكانية التوصل إلى حل سلمي.
“هناك رغم ذلك خطر حقيقي لوقوع مصادمات وحتى حدوث أعمال عنف إذا لم يتم إيجاد حل مقبول من الجانبين. نحن ندعو جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس والمرونة لضمان التوصل إلى مثل ذلك الحل السلمي.”
وأكد الممثل الخاص للأمين العام في العراق أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مستعدة لبدء إجراء مقابلات مع سكان مخيم أشرف، إلا أن الأمل مازال منعقدا على إمكانية حل الخلاف القائم قبل نهاية العام، مناشدا الحكومة العراقية تمديد الموعد المحدد لإغلاق المخيم لإيجاد حل ملائم له.
وتصر الحكومة العراقية على أن المخيم يمثل تهديدا أمنيا وانتهاكا للسيادة العراقية، فيما يطالب السكان بخروج آمن من المكان.