بحيرة تشاد انحسار مياهها يزيد مخاطر سوء التغذية والمرض
تشاد،بلد غير ساحلي في وسط أفريقيا، وهو موطن لنحو 11 مليون شخص أكثر من نصفهم دون سن 18 عاماً. وهي واحدة من أفقر الأماكن في العالم.
بحيرة تشاد كانت واحدة من أكبر بحيرات المياه العذبة في أفريقيا. ومنذ عام 1960، تقلص حجم البحيرة بنسبة 95 في المائة. ووفقاً للعلماء، إذا لم يتم التدخل، فقد تختفي تماماً خلال السنوات العشرين المقبلة. التفاصيل في التقرير التالي.
في الصباح الباكر من ذلك اليوم توقفنا بالقرب من بحيرة تشاد،هذه قرية بول التي تقع على ضفافها، موسى صياد تشادي ورث هذه المهنة عن والده وجده من أجل كسب قوت يومه ،الزمن أحدث تغيراته حتى على طريقة الصيد ولكن يبقى نمط الحياة نفسه لجميع اولئك الذين يعيشون في بول حيث يهددهم انحسار مياه البحيرة بقطع أرزاقهم .
موسى آدم:
“لقد اعتدنا على صيد السمك في هذه البحيرة عندما كانت كبيرة الان انظر كيف تبدو صغيرة هذه الاسماك.”
مشكلة الصيادين واضحة للعيان،حيث إن ما كانت في يوم من الأيام واحدة من أكبر البحيرات في افريقيا تحولت الآن الى مجموعة من البرك والجزر الصغيرة، والأراضي التي تحيطها بعدما كانت خصبة تحولت إلى مغبرة وقاحلة.
سوء التغذية آخذ في الازدياد في المنطقة وفي جميع أنحاء تشاد، حيث أنه يساهم بالفعل في ثلث حالات الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة.
يوكوارا مالوم من مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف في تشاد تقول :
“في البداية لم نشهد أية مشكلة تتعلق بسوء التغذية ولكن الأرقام اصبحت هائلة الآن .. الأطفال جمعيهم يعانون من سوء التغذية، هناك شح كبير بالأسماك في هذه البحيرة كما أن هناك شحا بالحليب والخضار والحبوب.
الاهالي يقولون إن أحد أهم العوامل المسببة لانحسار مياه البحيرة هو الطقس فهناك ارتفاع كبير في درجات الحرارة نتيجة تغيير المناخ العالمي.
أحمد التجاني محمد بوكار رئيس بلدية بول يقول إن هناك ما يقرب من 20 إلى 30 مليون شخص يعتمدون على بحيرة تشاد، وبينما تختفي البحيرة يرحل المزيد والمزيد من الرجال بحثاً عن فرص عمل في البلدان المجاورة، مطالبا البلدان الصناعية بالعمل على حماية المواطنين هنا من خطر الموت :
“يجب على البلدان الغنية أيضا أن تفكر فينا، الفقراء هنا يموتون بسبب الجوع ونقص المياه، الماء هو الحياة بالنسبة لنا. يجب على الأقل أن يساعدونا في البقاء على قيد الحياة.”
مجموعة محلية صغيرة تدعى جمعية حماية البيئة يتطوع فيها نحو خمسين عضواً من الشباب الذين يقومون بزراعة الأشجار في القرى الأكثر تضرراً من التصحر.
وعلى مشارف بول، لديهم حضّانة صغيرة يقومون فيها بزراعة الشتلات الأصلية ،فغرس الأشجار بالنسبة لهم جزء من خطة طموحة لبناء حزام أخضر في جميع أنحاء منطقة الساحل لوقف انتشار التصحر فهم يأملون أن تساهم هذه الأشجار في عودة المياه إلى البحيرة.
ساجوبي صالح من جمعية تعنى بزراعة الأشجار يقول:
“لقد ولدت ونشأت هنا. وأريد أن أرى البحيرة تعود من جديد ليس فقط بالنسبة لي، ولكن من أجل أطفال المستقبل يجب علينا أن نبذل الكثير من الجهد ليلا ونهارا كي نوقف التصحر.”
المقترحات لإنقاذ البحيرة عديدة ومنها تحويل مجرى الأنهار في المنطقة من أجل إعادة ملئها من جديد.
ديمبل فريد رئيس جمعية تعني بتنمية المناطق المحيطة بالبحيرة يقول:
“يجب علينا إيجاد أي حلول كانت، البحيرة في طريقها إلى الزوال، ومنها يكسب الكثير من الناس قوت عيشهم ليس هنا فقط بل في دول أخرى كنيجيريا والكاميرون والنيجر، جلهم يعتمد رزقهم على بحيرة تشاد.”
العلماء يؤكدون أنه في حال استمرار معدل انخفاض المياه الحالي في البحيرة فسوف يؤدي هذا إلى زوالها نهائيا في غضون عشرين عاما مما يعني بالنسبة لأهالي بحيرة تشاد مسألة حياة أو موت.