天天听新闻：اليونسيف : معاناة النازح

اليونسيف : معاناة النازحين جراء الفيضانات في جنوب السودان قد تستمر لأشهر عدة

لا يزال سكان المناطق الشمالية الشرقية من جنوب السودان يعيشون في ظل المعاناة التي سببتها الفيضانات والتي أدت الى مقتل ما لايقل عن ثمانية وسبعين شخصا.

التفاصيل في التقرير التالي.

عشرات الآلاف من سكان المناطق الشرقية نزحوا إلى مناطق أكثر أمنا معزولة عن الأمطار الغزيرة ولكن عليهم في نفس الوقت التعايش مع انعدام البنية التحتية في مقاطعة الرنك التي نزحوا إليها.

اليونيسف، بالتعاون مع شركائها،عملت على توفير المأوى والخدمات الأساسية للنازحين الى مقاطعة الرنك.

دينق اكوي كاك مفوض المقاطعة قال:

“لا نزال نشهد وصول العديد من النازحين من الولايات الشمالية. إننا نواجه في الوقت الحالي الكثير من المشاكل المتعلقة بالصرف الصحي والأغذية وتوفير الملاجئ”

العناية الصحية بالأطفال النازحين هي واحدة من الأولويات الرئيسية بالنسبة لليونسيف، بياتريس ميدويغا مديرة البرنامج الصحي لليونيسف تقول:

“لدينا هنا عيادة صغيرة بدأت العمل منذ ثلاثة اسابيع، الكثير من النازحين يحتاجون لرعاية طبية عاجلة، إننا نتوقع انتشار الحصبة بسبب الازدحام الكبير، ونقوم حاليا بتوفير لقاح الحصبة وتقديم الناموسيات للاطفال دون سن الخامسة”

سوء التغذية هو أيضا من الأمور الأكثر خطورة في هذه المنطقة، مسؤول مشروع التغذية والصحة الدكتور صاموئيل باتي يقول حول ذلك:

“سوء التغذية هو حقا قضية هامة وخطرة في مقاطعة الرنك خصوصا في هذا الوقت بسبب التدفق الكبير للنازحين لقد بدأنا نشهد نقصا بالمواد الغذائية في الأسواق خاصة وأن أكثر النازحين هم من مزارعي المناطق الشمالية.”

المستشفيات في المقاطعة شهدت بدورها تدفق العديد من المرضى أغلبهم مصابون بحالات اسهال بسبب تلوث مياه الشرب كما تقول أميرة خميس من مستشفى الرنك:

“إن السبب الرئيسي هو سوء التغذية الآخذ في الازدياد وتكرار حالات الإسهال المزمن، هناك العديد من الأطفال فطموا قبل ان يكملوا ثمانية عشر شهرا أو حتى اربعة وعشرين ويعانون من سوء تغذية شديد”

إحدى أكبر المخاطر المتعلقة بالصحة هي المياه الملوثة والظروف غير الصحية في المخيم، اليونسيف عملت على توفير أكبر قدر من المياه الصالحة للشرب والمراحيض العامة لمواجهة هذه الأزمة ولكنها تبقى تشكل تحديا كبيرا بالنسبة للمنظمة خاصة مع ارتفاع معدل النازحين يوما تلو الآخر.

مريم نايبا إحدى النازحات تتحدث عن مشكلة المياه وعدم القدرة على الحصول على ما يكفي منها:

“نواجه مشكلة كبيرة مع المياه، المكان مكتظ هنا ، لا نستطيع الحصول على المياه بالقدر الكافي. قضية المياه هي مشكلة حقيقية “.

بالإضافة إلى الاحتياجات الإنسانية على اليونسيف التعامل أيضا مع الصدمات النفسية التي يواجهها الأطفال بسبب هذه التجربة القاسية فقد قامت المنظمة ببناء ساحات للعب وتنظيم أنشطة ساعدت أكثر من مائتين طفل على تجاوز أزماتهم النفسية، يتحدث عن ذلك آدم عيسى الأخصائي الاجتماعي:

“لقد ساعدت هذه الأماكن الأطفال على مواجهة حالات الطوارئ لأنه عندما وصلنا الى هنا كان الأطفال لا يجلسون إلا في أكواخهم أو يلعبون في الماء. الأطفال يأتون الى هنا للعب والتفاعل مع أقرانهم وتكوين صداقات جديدة”

الطفلة أنجلينا أكول تقول إن هذا المكان يوفر الظل للأطفال عندما ترتفع درجة الحرارة، كما يتلقون فيه دروسا تعليمية مفيدة.

“هذا المكان يوفر لنا الظل، عندما يكون الطقس حارا جدا يمكننا الجلوس هنا. بالإضافة الى الدروس التعلمية التي نتلقاها والمفيدة بالنسبة لنا.”

من المتوقع ان يبقى النازحون هنا لفترة طويلة بسبب موسم الامطار حيث إن أعدادهم تشهد ارتفاعا كبيرا مما يتطلب بالمقابل تكثيف الجهود لتقديم يد العون والمساعدة كما على اليونسيف زيادة الميزانية المطلوبة لدعم الانشطة واستمرارية عملها .