“وسيل بلووير”، فيلم وثائقي يعالج مشكلة الاتجار بالجنس والمعاناة التي تتعرض لها النساء جراء هذه الآفة
تم عرض فيلم “وسيل بلووير” في مقر الأمم المتحدة، وتلى العرض حلقة نقاش عالجت مسألة الاتجار بالجنس في مرحلة ما بعد حرب البوسنة. المزيد في التقرير التالي.
من أخراج وكتابة ماريسا كونراكي، يعرض فيلم “وسيل بلووير” أحداثا حقيقية من خلال قصة كاثرين بولكوفاك وهي ضابطة في الشرطة الأمريكية تكشف مخططا يقوم به المتعاقدون العسكريون وقوات حفظ السلام للاتجار بالجنس.
كونراكي التي أمضت عامين في أوروبا مع الكاتبة الاخرى للفيلم إلييس كيروان، للبحث في موضوع الاتجار بالبشر، قالت في مقابلة مع تلفزيون الأمم المتحدة إن قصة البطلة كاثرين والتي قامت بتجسيدها الممثلة الأمريكية رايتشل وايز، هي قصة مميزة:
“أعتقد أن قصة كاثي قصة ملفتة. فمن خلالها يرى الشخص العادي كيف تعمل الأمم المتحدة، أو لا تعمل. ومن خلالها رأينا كلا من مجتمع مكافحة الاتجار بالبشر، والأمم المتحدة. فكجندية أمريكية لحفظ السلام كانت كاثرين جزءا من جيش خاص. وهكذا يمكننا من فهم تعقيدات المنظمة بمهارة.”
وكاثرين بولكوفاك هي شرطية الأمريكية قبلت بوظيفة في بعثة حفظ السلام في البوسنة في مرحلة ما بعد الحرب بأواخر التسعينيات، من أجل حل مشاكلها المالية. عندما أوكلت إليها مهمة النظر في جرائم الجنس، تكتشف بولكوفاك أن رجال الشرطة والدبلوماسيين وحتى موظفي الامم المتحدة يشاركون في عمليات كبرى للاتجار بالبشر.
مادلين ريس، التي كانت في ذلك الوقت رئيسة وحدة حقوق المرأة بمكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في البوسنة والهرسك، أشارت إلى عدد النساء الكبير الذي كان يتم تهربه من رومانيا:
“كان لدينا عدد هائل من النساء اللواتي يتم تهربهن من رومانيا ومولدوفا وأوكرانيا لتلبية “السوق”، الذي كان للأسف سوقا حقيقيا، وهو سوق قوات حفظ السلام. لم تكن هناك أية إحصاءات فعالة، لأنه في ذلك الوقت من عام 95 حتى عام 1999 كان يسهل خرق الحدود بالفعل، فلم نتمكن من التحقق من كافة العابرين. لم تكن هناك سيادة قانون فعالة على الإطلاق، فكانت النساء تجلب في زوارق عبر الجزء الشرقي من البوسنة إلى بقية البوسنة.”
ريس التي كانت تتحدث أيضا إلى تلفزيون الأمم المتحدة، أشارت إلى الشائعات الكثيرة التي رافقت هذه المرحلة والتي تم تأكيدها في وقت لاحق، قائلة إنه عندما كنت تشاهد سيارات الامم المتحدة متوقفة في مكان ما، تعرف عندها أن هذه الأماكن هي بيوت للدعارة:
“أشعر بالذنب. لأننا حاولنا، وحاولنا كثيرا، لكننا لم ننجح. ومازلت أفكر أنه لا بد من شيء آخر كان يمكننا أن نقوم به. وأجول في رأسي حتى أتمكن من معرفة هذا الشيء الذي كان يمكننا القيام به. ولكن يتبين أننا فشلنا فعلا في معالجة مشكلة.”
من ناحيتها علقت مخرجة الفيلم على ما كان يتررد من أن الأمم المتحدة لم تكن تريد الاعتراف بالفيلم وتريد التقليل من شأنه، الأمر الذي لم يفاجئها. ولكنها أضافت:
“لكنني مسرورة اليوم، هذه الاحداث حصلت عام 1999، هذا لا يعني أن مثل هذه الأمور لا تحدث الآن، ولكن في ذلك الوقت لم يكن لديك الفيسبوك، وتويتر ووسائل إعلام عبر الانترنت. وأعتقد أنه بسبب انتشار المعلومة حول الفيلم وبسبب الرسالة التي كتبتها للأمين العام، لهذا السبب نحن هنا.”
تجدر الإشارة إلى أن الفيلم يتعمل مع النساء الضحايا على أنهن بشر وليس مجرد أعداد وأرقام.