برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تونس يساعد في التحضيرات للانتخابات المقبلة في البلاد
فيما تستعد تونس لخوض انتخابات المجلس التأسيسي الأولى بعد سقوط نظام الرئيس السابق بن علي، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البلاد على مساعدة التونسيين في التحضير لها. سولاف قيسوم، من المركز الإقليمي بالقاهرة والمنتدبة إلى تونس للمساعدة في تهيئة البلاد للانتخابات المقبلة، تحدثت إلى الزميلة مي يعقوب عما يقوم به البرنامج في هذا الإطار.
مي يعقوب: هذه الانتخابات هي الأولى بعد رحيل زين العابدين بن علي. أولا كيف تصفين الشارع التونسي حيال هذا الاستحقاق؟
سولاف قيسوم: أولا الجميع تابع ما حصل في تونس بداية هذا العام، كانت ثورة شبابية، ثورة مجتمع باكمله، الجميع ردد كلمة واحدة وهي انهاء ووقف الحكم الأحادي، الحكم الديكتاتوري. ومن ثم فالشارع التونسي اليوم يتعرف على كل شيء ما له علاقة بالديمقراطية، كل ما له علاقة بالحرية وبالتعددية الحزبية وبحرية التعبير عن كل المطالب الاجتماعية بطريقة مختلفة عما كان يعبر عنها من قبل. اعتقد أنه شارع متلهف لغد للاستقرار ولنقلة ديمقراطية في أقرب وقت ممكن. أعتقد أن الكثير منهم ليس بالضرورة يفهم ما يجري، وما ينشأ من أحزاب، لأنه تعلمين أن في تونس اليوم ما لا يقل عن مئة وخمسة أحزاب. فهذا الكم الهائل من الأحزاب والقوائم الانتخابية تجعله يبدو أحيانا وكأنه ضائع. لكن أنا من وجهة نظري متفائلة بأن المسار سيتم بطريقة سلمية والنقلة ستكون بصفة مستقرة أكثر في الأسابيع والأشهر القادمة.
مي يعقوب: في هذا الإطار، أنتم تساعدون التونسيين على خوض هذه الانتخابات ما هو دور ونوع المساعدة التي تقدمونها؟
سولاف قيسوم: دعم برنامج الأمم المتحدة في تونس هو أولا بناء على طلب الشركاء المتواجدين في تونس. والشريك الأول في هذه الفترة يعتبر الهيئة المستقلة المكلفة بتحضير الانتخابات ودعم المسار الانتخابي في مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ينقسم إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول يتعلق يتعزيز قدرات تسيير الهيئة المستقلة للانتخابات. القسم الثاني متعلق بتقوية مؤسسات المجتمع المدني والقسم الثالث يتعلق بتقوية الأحزاب السياسية وبالتركيز بشكل خاص حول المشاركة السياسية للمرأة.
مي يعقوب: برأيك ما هي نسبة الشفافية التي التي ستتسم بها الانتخابات المقبلة، وهل من ترتيبات أمنية لحماية الموظفين والناخبين على حد سواء؟
سولاف قيسوم: بالنسبة للشفافية والنزاهة اعتقد أن هناك إرادة واضحة من طرف السلطات التونسية لكي تتم هذه الانتخابات بنزاهة وبشفافية كبيرتين. اعتقد ان هناك إرادة ودعم، إذ تعلمين أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد ساهم بشراء صناديق الاقتراع ولونها شفاف في حقيقة الأمر واعتقد أن هناك دعم في مجال كل الامكانيات وكل الوسائل التي ستسخر حتى تجري العملية في ظروف عادة وهناك أيضا أمر هام يجب أن نشير إليه وهو أن الهيئة المستقلة للانتخابات هي هيئة مستقلة ليست تابعة لأي جهة معينة وهذا بحد ذاته ضمان كبير.
مي يعقوب: ماذا عن الترتيبات الأمنية؟
الهيئة المستقلة للانتخابات وفي إطار تأمين العملية، قد تحدثت مع الجيش ومع الشرطة حتى يتم ضبط مخطط أمني يسبق أيام الانتخابات وبعد الانتخابات. اعتقد أن هناك عمل كبير يجري في هذا المجال. والعمل الكبير ستقوم به وحدات الجيش التونسية.
مي يعقوب: كيف تجري الترتيبات للسماح للتونسيين المقيمين في الخارج بالمشاركة والإدلاء بأصواتهم؟
سولاف قيسوم: لقد تمت الترتيبات اللوجستية فيما يخص ارسال قوائم الانتخابات أو ورقة الانتخاب وكذا إرسال الحبر المخصص للعملية. لقد تم التحضير لكل هذه الأمور كما تم ضبط القوائم الانتخابية في الخارج على مستوى الممثليات الدبلوماسية التونسية. وكان هناك في الأيام الأخيرة تخوف من عدم وصول الحبر وعدم وصول بعض القوائم الانتخابية لممثليات ديبلوماسية موجودة في أماكن بعيدة جدا مثل آسيا وجنوب أفريقيا، لكن حتى لو لم تصل بعض هذه الوسائل لن يكون لها تأثير على النتائج ولن يكون لها تأثير على المسار الانتخابي.