天天听新闻：ردود فعل متباينة في غزة ع

ردود فعل متباينة في غزة على صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل وفصائل فلسطينية والاونروا تأمل في رفع الحصار عن القطاع

أثار ابرام صفقة تبادل الاسرى بين فصائل فلسطينية واسرائيل ردود دفعل متباينة في الشارع الغزي في حين عمت اجواء الفرحة العارمة قطاعات واسعة من الفلسطينيين في كافة اماكن تواجدهم. التفاصيل مع علا ياسين مراسلتنا في القطاع.

وتأمل مؤسسات دولية وحقوقية أن ترفع اسرائيل حصارها الذي فرضته على قطاع غزة، عقب تنفيذ صفقة تبادل الاسرى والتي سيطلق بموجبها سراح ألف وسبع وعشرين أسير وأسيرة فلسطينية مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.

إذاعة الامم المتحدة استطلعت آراء العديد من المواطنين الفلسطينيين الذين تفاوتت أراؤهم ما بين الفرح وحالة عدم التصديق، فيما رأى أخرون أنه كان بالإمكان الحصول على شروط أفضل خاصة في ظل الأنباء التي تسربت حول الاتفاق على إبعاد عدد من الأسرى خارج بلداتهم الاصلية.

يقول وسام، وهو ابن الأسير الفلسطيني محمد الحسني، الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ خمسة وعشرين وعاما إنه لم يكن مصدقا الأنباء التي تواترت عن توقيع صفقة الاسرى وأنه اصيب بحالة من الذهول عندما تأكد من أن والده سيطلق سراحه ضمن الصفقة، واضاف:

“اكون صادق معك، فرحان ومبسوط وبنفس الوقت قلقان وخائف من اشياء لا نتوقعها بعد 25 سنة لم ارى الوالد سأراه أخيرا. اشعر انني احلم، في حلم. احاول ان اقول إن هذا واقع، لكن الامور لا استطيع ان استوعبها لانها أكبر من الواقع واكبر مما كنت احلم به”.

وفيما أبدى بعض المواطنين نوعا من الامتعاض جراء الأنباء الاسرائيلية التي تحدثت عن ان الاتفاق لا يشمل رموزا كبيرة كمروان البرغوثي وأحمد سعدات وغيرهم. وتعتقد مشيرة جمال أن الصفقة منقوصة معربة عن خشيتها من وجود تنازلات من قبل الجانب الفلسطيني كإبعاد العديد من الاسرى إلى خارج مدنهم وقراهم. واضافت:

“اول شئ كثير من الأسرى سيبعدون الى دول أجنبية وبعضهم من الضفة إلى غزة، طبعا من الضفة إلى غزة ليس ابعاد، ولكن الاسير عندما يخرج، يحتاج ان يعود إلى أهله، الوطن أهل، وابعاده يعني انه سيبقى في منفى وعزله. من سيكفله؟ كيف ستكون حياته. هل ستتحقق تبعات؟ هل سيعود بعد ثلاث سنوات إلى غزة أو الضفة أو البلد؟ لا يوجد أمان للاحتلال”.

إلا ان المواطنة سمر خالفت مشيرة الرأي، معربة عن اعقتادها في أن الجميع سواسية وأن لا فرق بين قيادي وأسير عادي. ورحبت سمر بالاتفاق على اطلاق كافة سراح الاسيرات والأطفال من سجون الاحتلال. واضافت:

“أن يخرج أسرى من سجون الاحتلال هذا لوحده مكسب. سواء بشروط او بدون شروط. يجب أن نعاملهم جميعا سواسية كأسنان المشط، لأنهم يعانون كلهم سواء قائد أو غيره. القائد في نفسه وداخله، لو خيرتيه سيفضل أن الأسير الطفل او النساء ان يخرج لأن هذا من شيم الرجال”.

حكمت يوسف تفاءل كثيرا بابرام الصفقة وقال إنها مشرفة لكافة الفلسطينيين، في ظل انعدام موازين القوى بين الجانبين .ولكنه أعرب عن حزنه لعدم شمول الصفقة لقيادات بارزة ستبقى سجينة بعد اتمام عملية التبادل. وقال

“مع تتابع الاخبار تبين ان الصفقة لا تشمل قيادات بارزة كمروان البرغوثي وأحمد سعدات وابراهيم حامد والعديد من القيادات الوطنية، وهذا ما زاد الجرح لدي انا كمواطن فلسطيني وكنت اتمنى ان يخرج هؤلاء الابطال ضمن صفقة مشرفة تكون انجاز للشعب الفلسطيني”.

من جانبه قال المستشار الاعلامي للاونروا عدنان ابو حسنة في تعليق على أنباء إبرام الصفقة أن ما يهم الوكالة هو رفع الحصار وتمكين سكان غزة من العيش حياة كريمة وطبيعية في ظل التدمير الكبير الحاصل في كافة مستويات حياتهم. واضاف قائلا:

“نأمل أن يتم رفع هذا الحصار وأن تسمح اسرائيل بإدخال مواد البناء بصورة كاملة حتى للقطاع الخاص الفلسطيني وايضا إدخال الأجهزة والمعدات للمصانع المغلقة من شأن ذلك ان يخفف من الاحتقان في غزة. واعتقد أن رفع الحصار عن غزة هو مصلحة فلسطينية في الاساس ولكنه بنفس الوقت هو مصلحة اسرائيلية. وفي مصلحة الاستقرار وفي مصلحة السلام في المنطقة”.

الناشط الحقوقي مصطفى ابراهيم قال لإذاعة الامم المتحدة إنه بغض النظر عن تفاصيل الصفقة والتحفظات على بعض الاسماء التي لم يطلق سراحها إلا أن الحقيقة الساطعة تقول إن الصفقة تمثل انتصارا للجانب الفلسطيني، معربا عن امله في أن يشهد سكان قطاع غزة انفراجا حقيقيا عبر رفع الحصار عن القطاع وتمكين سكانه من العيش بلا قيود في كافة مجالات حياتهم.

ورغم مرور خمسة اعوام على أسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في قطاع غزة على يد فصائل فلسطينية مسلحة وما رافقه من تعرض القطاع لحملات عسكرية اسرائيلية متواصلة وفرض حصار خانق على القطاع إلا أن التوصل إلى هذا الاتفاق أشاع أجواء من التفاؤل وأملا لدى سكان غزة بالدخول في حقبة جديدة بعيدا عن المعاناة.

علا ياسين – إذاعة الأمم المتحدة – قطاع غزة.