المدارس في الضفة الغربية مهددة بالهدم
من خلال الفنون، تقوم اليونيسف بتوفير الدعم النفسي للأطفال في دكيكة، وهو مجتمع بدوي صغير في الضفة الغربية، حيث يعاني السكان من انقطاع الكهرباء والمياه والبنية التحتية لا بل من خطر العنف والهدم الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية. المزيد فيما يلي:
على بعد 70 مترا من الخط الأخضر – أو خط الهدنة لعام 1949 – وفي المنطقة “ج” التي تسيطر عليها إسرائيل بالكامل، يرزح القرويون في دكيكة تحت وطأة خطر هدم البيوت اليومي.
وما يجعل الحياة أكثر صعوبة في هذا المجتمع البدوي الفقير هو قربه من ماعون والكرمل — وهما مستوطنتان إسرائيليتان – الأمر الذي يسبب لأطفال دكياكا خوفا مستمرا من مضايقات المستوطنين واعتداءاتهم.
وفي ظل هذه التحديات، هناك مدرسة واحدة في المنطقة تضم خمسة وأربعين طالبا من الصف الأول وإلى الصف السادس. ولكن حتى هذه المدرسة لم تسلم من أمر الهدم الذي أصدرته السلطات الإسرائيلية، بالرغم من سعي المجتمع البدوي إلى طلب المساعدة القانونية من منظمة إسرائيلية تدعى “حاخامات من أجل حقوق الإنسان” في أكتوبر من العام الماضي. فبعد بضعة أشهر من تحقيق الوساطة مع هذه المنظمة الإنسانية، هدمت المدرسة أمام أعين خمسة عشر طالبا نقلوا قسرا قبل دقائق من انهيار الجدران فيها.
الطالبة رنا نجادة تتذكر الرعب الذي مرّ به الطلاب خلال عملية الهدم:
“جاء الجيش الإسرائيلي ليهدم صفنا، الصف الخامس. ركضت خارجا وإذا بي أجد شقيقي الأصغر سليمان يبكي، جميع الأطفال كانوا يبكون. فبدأت في تهدئتهم. وبعد انتهاء عملية الهدم، تابعنا الدراسة في الهواء الطلق وواصلنا عامنا الدراسي دون صفوف.”
عمليات الهدم لم تنته للأسف، حيث دمرت أيضا تسعة مباني سكنية أخرى في ذلك اليوم، أصبح على أثرها ثلاثون طفلا وأسرهم بلا مأوى.
ولكن لحسن الحظ، اتخذت اليونيسف ومنظمة الإغاثة الإسلامية إجراءات لمعالجة الوضع المأساوي، من خلال إعادة تأهيل المدارس وتوفير بيئة أفضل للطلاب، كما أوضح لنا علاء أبو عياش، منسق فريق الدعم النفسي والاجتماعي:
“نحن نحاول تجهيز الأطفال الذين يواجهون صعوبات في هذه المنطقة بالمهارات التي تساعدهم على التغلب على محنتهم النفسية والاجتماعية. بعض المشاكل التي شهدناها بين هؤلاء الأطفال تشمل انخفاض التحصيل الدراسي، وعدم التركيز في الصف والكوابيس.”
وتعمل اليونيسف أيضا بالشراكة مع الجمعية المسيحية للشباب أو “واي أم سي آي” (YMCA) وقسم المعونة الإنسانية في اللجنة الأوروبية لمساعدة الأطفال المصابين بصدمات نفسية والتخفيف من خوفهم وغضبهم من خلال الفنون والدراما واللعب.
دوغلاس هيغنز، نائب الممثلة الخاصة لليونيسيف في الأرض الفلسطينية المحتلة:
“بالشراكة مع اللجنة الأوروبية وال “واي أم سي آي” (YMCA) ، تستطيع اليونيسيف من خلال مشروع المعالجة النفسية مساعدة الأطفال، مثل أولئك الذين يعيشون في منطقة دكيكة النائية، على التغلب على الصعوبات والحفاظ على قدراتهم للتكيف مع الأوضاع الصعبة، أحيانا من خلال توفير فرص العب والمتعة في بيئة آمنة، وفي كثير من الأحيان من خلال تقديم المشورة. وهذا المشروع يمنح الأطفال شعورا بالاستقرار والحياة الطبيعة وفرصة لإظهار قدراتهم.”
وتلتزم اليونيسف وشركائها بضمان حصول الأطفال مثل رنا وشقيقها سليمان على الأدوات اللازمة للتعامل مع الصراع والعنف الذي يؤثر على حياتهم اليومية، ولكي يكون لهم فرصة في تحقيق امكاناتهم الكاملة.