القضاء على الدودة الغينيية يسير قدما ولكن ببطء
يوشك العالم على القضاء على مرض الدودة الغينية، ولكن التقدم يتباطأ بسبب نقص التمويل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
المزيد فيما يلي.
داء التنينات هو مرض طفيلي تسببه الدودة الغينيية من خلال انتقالها إلى جسم الإنسان عبر مياه الشرب الملوثة باليرقات المعدية.
وهو داء أصاب الإنسانية لعدة قرون، كما جاء على لسان الدكتور ديرك إنجيلز من منظمة الصحة العالمية:
”هو مرض مروع جدا. هو في الأساس دودة طولها متر واحد تختبئ عادة في الجزء السفلي من جسم الإنسان، في الساقين. ويمكنكم بسهولة إدراك ماذا يمكن لدودة طولها متر أن تفعل إن استوطنت في ساق أحدكم، إنها تسبب ضررا كبيرا، بما في ذلك عجز جسدي. ويستغرق تطور دودة داخل الجسم حوالي سنة، ويلتقطها الإنسان عن طريق شرب المياه غير الآمنة.”
والبشر هم الخزان الوحيد المعروف لهذه الدودة. فبعد حوالي سنة على الإصابة بها، تتشكل نفطة أو بثرة مؤلمة – غالبا في الجزء الأسفل من الساق، تخرج منها الدودة يرافقها شعور بحرقان حاد. الدكتور ديرك إنجيلز:
“الخصوصية التي تتميز بها دودة غينيا هي أنه لا يوجد دواء أو لقاح لمعالجة المصابين بها، العلاج الوحيد هو عن طريق الإزالة الميكانيكية. في الواقع يجب أن تلّف الدودة على عود، ومن ثم يتم إخراجها شيئا فشيئا، والتأكد من عدم وجود التهاب.”
وينتشر هذا المرض في المناطق الريفية والمعزولة التي تعتمد على مصادر المياه المفتوحة، مثل المستنقعات، لكسب العيش. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية مازال المرض مستوطنا في أربع دول أفريقية منها جنوب السودان ومالي وتشاد وإثيوبيا، وأكثر الحالات الجديدة المبلغ عنها تنتشر في جنوب السودان. وفي هذا السياق يشدد الدكتور ديرك انجلز على أن التدخلات المجتمعية الأولية هي مفتاح القضاء على دودة غينيا:
”كيف نسعى إلى القضاء على هذا المرض؟ نقضي عليه من خلال عرقلة انتقال الدودة إلى الإنسان. وهذا يعني اكتشاف الحالات المحتملة في وقت مبكر جدا، والتأكد من تضميد الجراح، وإعطاء العلاج. والتأكد من ابتعاد المصابين عن وضع أرجلهم في المياه لأن ذلك يسبب آلام مبرحة وشعورا بالحرق، وفي الوقت نفسه، تضع الدودة يرقاتها في المياه الصالحة للشرب. لذلك يجب التأكد على الفور من أن الناس يصفون المياه قبل شربها.”
تجدر الإشارة إلى أن داء الدودة الغينية لا يقتل، ولكن الأشخاص المصابين به يصبحون غير قادرين على العمل لمدة أشهر. كما أن انتقال المرض غالبا ما يتزامن مع ذروة الموسم الزراعي، فتُهمل الحقول وينخفض مستوى إنتاج المواد الغذائية. كما يترتب على الأطفال تداعيات جراء إصابة البالغين، إذ تُلقى على عاتقهم الأعمال المنزلية ويتغيبون عن الدراسة لمدة طويلة، وقد يفوت صغار الأطفال لقاحات حيوية.