天天听新闻：تشوركين بعد الفيتو الروس

تشوركين بعد الفيتو الروسي: التهديد بالعقوبات ضد سوريا يتعارض مع التسوية السلمية

قال السفير فيتالي تشوركين المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة إنه من الواضح أن نتيجة التصويت على مشروع القرار الخاص بسوريا لا ترجع فقط إلى صياغة القرار، وانما إلى تضارب النهج السياسي.

تشوركين الذي كان يتحدث أمام مجلس الأمن بعد التصويت على القرار الذي صوتت لصالحه تسع دول، في حين اعترضت عليه كل من روسيا والصين، وامتنعت أربع دول، أشار إلى أن الوفد الروسي قد قام بجهد مكثف وبناء منذ البداية للوصول إلى رد فعل فعال من قبل مجلس الأمن على الأحداث المأساوية في سوريا.

وأوضح تشوركين أنه قد عمل على مشروع قرار بالاشتراك مع البعثة الصينية، قال عنه:

“من المهم للغاية أنه في صميم المشروع الروسي والصيني، كان هناك منطق احترام السيادة الوطنية، وسلامة الأراضي السورية وعدم التدخل بما في ذلك العسكري، في شئونهم، منطق وحدة الشعب السوري والإحجام عن المواجهات ودعوة الجميع إلى حوار شامل بهدف تحقيق السلام المدني والاتفاق الوطني، عبر إصلاح الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلاد”.

ومضى السفير الروسي في القول إن القرار الذي لم يتم تمريره في المجلس يستند إلى فلسفة مختلفة جدا، وهي فلسفة المواجهة. والتي أوضحها كما يلي:

“لا يمكن أن نتفق مع هذا الانحياز الأحادي الجانب والذي يوجه اتهاما ضد دمشق، ونعتقد أنه غير مقبول. إن التهديد بالإنذار بالعقوبات ضد السلطات السورية، هذا النهج يتعارض مع التسوية السلمية للأزمة على أساس حوار سوري وطني سياسي شامل”.

وقال تشوركين إن رفض مشروع القرار يستند على أحداث معروفة في شمال أفريقيا، في إشارة إلى التدخل العسكري للناتو في ليبيا. وقال معلقا على بعض البيانات الغربية التي تشير إلى أن الرئيس السوري قد فقد شرعيته، إن هذه البيانات قد تثير صراعا واسع النطاق، مما يؤدى إلى زعزعة استقرار المنطقة، مضيفا أن انهيار سوريا كنتيجة للحرب الأهلية سيكون له تأثير مدمر على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

وفيما يتعلق بالأحداث في سوريا، قال السفير الروسي إنه يعتقد أن العنف غير مقبول، وإن بلاده تدين الضغوط التي يتعرض لها المتظاهرون السلميون، مضيفا أن هناك بعض المتطرفين الذين يلجأون إلى الأساليب الإرهابية، ويأملون في الحصول على الدعم الأجنبي، إضافة إلى جماعات مسلحة خارجة عن القانون ومدعومة بإمدادات مهربة.

وتقدم تشوركين بتعازي بلاده لمفتي سوريا أحمد حسون، المعروف بنشاطه في إرساء قواعد التسامح والحوار العالمي، والذي قتل ابنه على يد الإرهابيين يوم الأحد.

وقال إن بلاده تواصل العمل مع دمشق، وتدعو القيادة السورية إلى تطبيق التغييرات بشكل أسرع، وإلى إطلاق سراح المحتجزين خلال الاضطرابات ممن لم يرتكبوا أعمالا إجرامية، وأن تدخل في حوار مع المعارضة، وتمنح وسائل الإعلام العالمية فرصة للوصول والعمل.