الجعفري: إن قوة الهيبة أهم من هيبة القوة، ومقدمي مشروع القرار فقدوا قوة الهيبة، فلجأوا إلى هيبة القوة
قال السفير السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، إن بعض الدول التي تقود الحملة الدولية للتدخل في شؤون سوريا الداخلية باسم حقوق الإنسان وحماية المدنيين، ما زالت ترفض الاعتراف بوجود جماعات إرهابية مسلحة في سوريا.
الجعفري الذي كان آخر المتحدثين في جلسة مجلس الأمن التي فشلت في اعتماد قرار دولي ضد بلاده، قال إن تلك الدول التي تدعم الجماعات المسلحة في سوريا، تتمتع بسجل أسود ذائع الصيت في مضمار حماية حقوق الإنسان والحريات الإنسانية:
“ولا أعتقد في هذا المجال بأن أحدا منا لم يسمع بالمذابح وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في فيتنام ولاوس وكمبوديا، في الجزائر والعديد من دول أفريقيا، في العراق وأفغانستان وليبيا، في سجون أبو غريب وغوانتنامو والسجون السرية في أوروبا وغيرها، والقائمة تطول.”
وأضاف السفير السوري أن ما تتعرض له بلاده حاليا هو مشكلة لها وجهان، موضحا أن البلاد تحتاج بالفعل إلى إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. أما الوجه الثاني، بحسب السفير السوري، هو استغلال الحاجات والمطالب الشعبية لأهداف تختلف كليا عن رغبات الشعب السوري ومصالحه، مشيرا إلى أن هناك أطرافا داخل مجلس الأمن تواصل جزّ المجلس في تطورات سوريا الداخلية، وقال:
“أليس أمرا مثيرا للاهتمام أيها السادة أن ينبري زميلي في جلسة مغلقة لمجلس الأمن بتاريخ 14/7/2011، إلى توجيه الشكر لإسرائيل لقيامها بالعدوان المسلح على سوريا عام 2007؟ ألا يعتبر ذلك تشجيعا على العدوان كنهج للعلاقات الدولية؟ ألا يعتبر ذلك خروجا على ما توصل إليه المجتمع الدولي من قواعد وشرائع تحكم علاقات الدول وتنبذ شريعة الغاب؟”
وأشار السفير السوري إلى أن دولة معينة، في إشارة منه إلى الولايات المتحدة، استخدمت امتياز الفيتو خمسين مرة حماية إسرائيل ولحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة ومنع قيام دولتهم. الأمر الذي يمكن اعتباره، بحسب الجعفري، مشاركة في ارتكاب جريمة إبادة جماعية. واستطرد قائلا:
“إيها السادة إن قوة الهيبة أهم من هيبة القوة. فمقدمو مشروع القرار فقدوا قوة الهيبة، فلجأوا إلى هيبة القوة، لأنهم فقدوا ثقة معظم الدول الأعضاء في هذه المنظمة. وبسلوكهم هذا، فإنهم سيقوضون الشرعية الدولية ويدخلون العالم بأسره في عصر استعماري جديد وذلك بعد أن تسببوا هم أنفسهم بحربين عالميتين أوديتا بحياة مئة مليون من البشر.”