التحديات الديمغرافية محور اجتماع رفيع المستوى في البنك الدولي
ترأست ميليندا غيتس اجتماع مائدة مستديرة رفيع المستوى شاركت فيه البلدان التي عالجت بنجاح تحولاتها الديموغرافية. مزيد من التفاصيل فيما يلي.
عقد في مقر البنك الدولي اجتماع رفيع المستوى لإلقاء الضوء على مسيرة البلدان التي تمكنت بنجاح من معالجة التحولات الديمغرافية.
الاجتماع الذي ترأسته ميليندا غيتس، رئيسة مؤسسة بيل وميليندا غيتس، تطرق إلى سياسات خلق فرص العمل في المستقبل والنمو الاقتصادي من خلال البنية العمرية لسكان البلاد. ميلندا غيتس:
“بالنسبة لنا، عندما ننظر إلى عملية تنظيم الأسرة، نرى تحليل فائدة التكاليف بشكل واضح. بالنسبة لنا الأمر واضح جدا ونحن منخرطون بشكل كبير في خفض ثمن أدوات ووسائل منع الحمل الحديثة، مثلما فعلنا في ثمن اللقاحات.”
ويؤدي انخفاض معدلات الخصوبة ورفع الاستثمارات في مجال الخدمات الصحية وتنظيم الأسرة، والمساواة بين الجنسين، إلى خفض عدد السكان الشباب المعتمدين على أهلهم ورفع عدد السكان البالغين في سوق العمل، ومن ثم يؤدي إلى تضخم في أعداد المسنين.
وفي هذا الإطار أوضحت تامار مانويلين أتينك، نائبة رئيس شبكة التنمية البشرية في البنك الدولي :
“يجب أن تشكل الاتجاهات الديموغرافية طريقة تفكيرنا وتعمل في أيضا على تحقيق المساواة بين الجنسين وخلق فرص العمل. ولكن في الوقت نفسه، يترتب على تحقيق المساواة بين الجنسين وخلق فرص العمل آثار على الاتجاهات الديموغرافية”.
ومن خلال اتخاذ إجراءات ملموسة في سياسة تنظيم الأسرة والصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين وسياسات سوق العمل أنتج عدد من البلدان عوائد اقتصادية كبيرة وإيجابية، تعرف باسم “العائد الديموغرافي”. وزير المالية في مملكة تايلاند، تيراشاي بوفاناتْنارانوبالا، استعرض ما قامت به بلاده في هذا المجال:
“إن العامل الأكثر أهمية كان في الواقع التغيير في نمط حياة المرأة. وهذا الأمر تحقق عن طريق التعليم، وفرص العمل، والتوسع العمراني، فضلا عن تثمينهن لأوقات الفراغ”.
وفي هذا الإطار أضافت جيل شيفيلد، من منظمة “المرأة نبع الحياة”:
“الحقيقة هي أن النساء يحركن عجلة التنمية الاقتصادية. فهن يدرن غالبية الشركات الصغيرة والمزارع في البلدان النامية كما أن عملهن غير المدفوع يعادل تقريبا ثلث الناتج المحلي الإجمالي في العالم.”
ومعظم البلدان النامية لا تتمتع بنافذة كبيرة من الفرص لوضع السياسات وتشجيع الاستثمارات التي تؤدي إلى زيادة رأس المال البشري من الشباب، في حين تضعهم في مجال انتاجي اقتصادي كبير عندما يدخلون سوق العمل.
أندرو ميتشل، عضو في البرلمان البريطاني ووزير الدولة لشؤون التنمية الدولية بالمملكة شارك في المائدة المستديرة وقال:
“هذا النقاش في غاية الأهمية، ويعتبر أحد أكبر التحديات في عصرنا. فالنمو السكاني، وكيف يمكننا الاستفادة من هذا التحول الديموغرافي لا يمكن أن نضمن نجاحه بشكل تلقائي، ولكن يجب علينا ألا نتجه نحو أي نوع من التفكير المالتوسي حول هذا الموضوع.”
هذا وأوضح أندرو ميتشل أن فشل إدارة التغيير الديموغرافي يؤدي إلى تخلف في النمو الاقتصادي وزيادة خطر الاضطرابات الاجتماعية والسياسية.