لبنان يترأس جلسة مجلس الأمن حول الديبلوماسية الوقائية ويشدد على أهمية الحوار بين الثقافات للحؤول دون نشوب النزاعات
قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إن الحروب والنزاعات ليست حتمية، بل غالبا ما يمكن التأثير على مجرى الأحداث بما يحول دون نشوبها أو تفاقمها.
سليمان الذي كان يترأس اليوم جلسة مجلس الأمن الدولي التي تناولت موضوع الديبلوماسية الوقائية، أوضح أن الحؤول دون نشوب النزاعات يتطلب توفر الإرادة السياسية، وحشد الموارد اللازمة، واعتماد مقاربة وقائية واضحة تتضمن تعزيز القدرات المحلية، بما فيها بناء نُظم وطنية قادرة على الوساطة وتيسير الحوار واحتواء التوتر. وقال:
”كمثال على المبادرات الديبلوماسية الهادفة إلى منع تفاقم النزاعات، لا بد من التذكير، بالمبادرة العربية للسلام، لحل الصراع العربي – الإسرائيلي بصورة عادلة وشاملة، ترفض أي شكل من أشكال التوطين الفلسطيني.”
لبنان الذي يترأس مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي، قال إن عمليات حفظ السلام تشكل إحدى أدوات الدبلوماسية الوقائية. وعلى رغم أنها تأتي بعد اندلاع النزاع، إلا أنها من الأهمية بمكان لاحتوائه ومنع انتشاره، كما فعلت اليونيفيل ومازالت في جنوب لبنان.
وأشار سليمان في هذا السياق إلى أن قيام مجلس الأمن بإصدار القرار 1701، كان إجراء ضروريا لوضع حد للحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006. ويبقى على المجتمع الدولي، أن يعمل على إلزام إسرائيل باحترام أحكام هذا القرار، من خلال استكمال انسحابها من الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف تهديداتها وخروقاتها المتواصلة للسيادة اللبنانية. وأضاف:
”والواقع أن النزاع بين لبنان وإسرائيل لم يكن ليتفاقم منذ إصدار القرار 425 عام 1978، وما كانت المقاومة لتقف وتواجه الاحتلال الإسرائيلي لو ألزم المجتمع الدولي إسرائيل تنفيذ هذا القرار الذي دعاها بكل وضوح إلى سحب قواتها من كامل الأراضي اللبنانية بصورة فورية وغير مشروطة.”
وذكّر الرئيس سليمان بالدعوة التي وجهها لبنان خلال ترؤسه مجلس الأمن في أيار/مايو الماضي، إلى اعتبار “الحوار بين الثقافات” أحد أدوات الديبلوماسية الوقائية. وفي هذا الإطار، شدد سليمان على أن الحوار والتواصل والانفتاح على الآخر أهم سلاح لمواجهة التعصب والتطرف والأحكام المسبقة والكراهية.