الدولة الفلسطينية: أعضاء الأمم المتحدة يتفقون على الهدف ويختلفون في أسلوب تحقيقه
احتلت القضية الفلسطينية والسعي للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة حيزا مهما في اليوم الأول لمداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة. أعربت مختلف الدول عن دعمها لقيام الدولة ولكنها اختلفت حول سبيل تحقيق ذلك. التفاصيل في التقرير التالي.
في المداولات السنوية للجمعية العامة قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن السلام لا يمكن أن يتحقق من خلال قرارات تصدر من الأمم المتحدة، مشددا على ضرورة أن يتوصل الفلسطينيون والإسرائيليون إلى اتفاق حول القضايا التي يختلفون عليها.
“أعلم أن الكثيرين يشعرون بالإحباط مثلي بسبب عدم تحقيق تقدم، ولكن القصد ليس الهدف الذي نسعى إليه ولكن كيفية تحقيقه. وأنا أعتقد أنه لا يوجد طريق مختصر سريع لإنهاء الصراع المستمر على مدى عقود، إن السلام عمل شاق ولن يتحقق من خلال التصريحات والقرارات في الأمم المتحدة.”
يشير أوباما إلى المساعي الفلسطينية للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، إذ من المقرر أن يقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلبا رسميا بهذا الشأن إلى أمين عام الأمم المتحدة يوم الجمعة الثالث والعشرين من الشهر الحالي.
الحل التفاوضي حظي بالتأييد أيضا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي تحدث قبل بدء المداولات، حيث أكد ضرورة كسر الجمود الذي يعتري عمليه السلام وتعهد ببذل كل الجهود الممكنة للمساعدة في تحقيق السلام من خلال تسوية تفاوضية.
وتأكيدا على أهمية التفاوض قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن الشروط المسبقة تتناقض مع مبدأ التفاوض، وقدم ساركوزي جدولا زمنيا لعملية السلام.
“ستون عاما ولم نتحرك سنتيمترا واحدا، ألا يظهر ذلك ضرورة تغيير الأسلوب الذي نتبعه. فلتستأنف المفاوضات خلال شهر، ليتم التوصل إلى اتفاق حول الحدود والأمن في غضون ستة أشهر والاتفاق النهائي خلال عام.”
وقال ساركوزي إنه يتعين عدم البحث عن الحل المثالي لعدم وجود مثل ذلك الحل، داعيا إلى اختيار طريق التسوية.
تتقارب مواقف دول أميركا اللاتينية بشأن القضية، وقد انعكس هذا الموقف في كلمة رئيسة البرازيل ديلما روسوف التي بدأت المداولات العامة بكلمتها.
ففيما رحبت روسوف بانضمام دولة جنوب السودان إلى الأمم المتحدة، أعربت عن الأسف لعدم حصول فلسطين على عضوية كاملة في المنظمة الدولية.
وقوبلت كلمتها بالتصفيق عندما قالت:
“إن البرازيل تعترف بالدولة الفلسطينية في حدود عام 1967 بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة، ومثل غالبية الدول في الجمعية العامة نؤمن بأن الوقت قد حان لأن تمثل فلسطين بشكل كامل هنا. إن الإقرار بالحق الشرعي للشعب الفلسطيني في السيادة وتقرير المصير يزيد احتمالات تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.”
على الصعيد العربي جاءت مشاركة لبنان الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، وأكد الرئيس اللبناني ميشيل سليمان أن بلاده ستتعاون مع مختلف الدول للمساهمة في إنجاح الجهد الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة.
وقال الرئيس اللبناني الذي يقيم ببلاده عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين:
“إلا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وانضمامها إلى الأمم المتحدة على أهميته لا يعيد كامل الحقوق ولا يعد حلا نهائيا للقضية الفلسطينية، لذلك وإلى حين التوصل إلى حل سياسي نهائي وعادل لقضية فلسطين يضمن حق العودة تبقى الأونروا مسؤولة عن إغاثة اللاجئين الفلسطينيين بالتعاون مع الدول المضيفة وذلك بعيدا عن أي شكل من أشكال التوطين الذي يرفضه لبنان والإخوة الفلسطينيون، وهذا يستوجب دعم ميزانية الأونروا بثبات وعدم السعي إلى دمجها في أية هيئات أممية أخرى أو إضعافها.”
ومن المقرر أن يحيل الأمين العام الطلب الفلسطيني بالانضمام إلى المنظمة إلى مجلس الأمن الدولي للنظر فيه والتصويت عليه قبل إحالته إلى الجمعية العامة حيث يتعين أن يحصل على تأييد ثلثي الأعضاء.