天天听新闻：استمرار عمليات الهدم في

استمرار عمليات الهدم في الضفة الغربية وزيادة عدد المشردين خلال العام عن السبعمئة شخص

فيما تتواصل المداولات والتحركات الديبلوماسية المتعلقة باحتمالات إعلان الدولة الفلسطينية استأنفت السلطات الإسرائيلية عمليات الهدم في الضفة الغربية بعد توقف استمر شهرا واحدا.

التفاصيل فيما يلي.

في الساعات الأولى من الثامن من سبتمبر أيلول هدمت الجرافات خمسة مبان سكنية في مجتمع أم الخير البدوي قرب مدينة الخليل بجنوبي الضفة الغربية.

عمليات الهدم لا تشرد الفلسطينيين من ديارهم فحسب بل تصل آثارها إلى أبعد من ذلك كما قال كريس غانيس المتحدث باسم وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا):

“عشية إجراء المناقشات في نيويورك حول قيام الدولة استأنفت السلطات الإسرائيلية عمليات الهدم، هنا قرب الخليل تم هدم خمسة مبان سكنية بما أثر على ثلاثين شخصا. وهناك عمليات هدم أخرى تحدث في الضفة الغربية، وفيما تجري المحادثات في نيويورك تهدم الجرافات احتمالات قيام الدولة الفلسطينية.”

على بعد أمتار من أم الخير توجد مستوطنة كارميل الإسرائيلية التي تقطنها نحو سبعين أسرة ويحيط بها سور من الأسلاك الشائكة.

وعلى الرغم من قرب المسافة بين المجتمعين إلا أن الحياة لا يمكن أن تكون أكثر اختلافا بينهما، فسكان أم الخير لاجئون بدو كانت مناطقهم القبلية التقليدية في صحراء النقب.

في عام 1948 شردت قبيلتهم فجاء بعض أفراد القبيلة إلى أم الخير، وفي عام 1980 أنشئت مستوطنة كارميل على أرض مجتمع أم الخير.

يقيم سكان المستوطنة في فيلات كبيرة، ويقيم فلسطينيو أم الخير في خيام تقليدية ومنازل من الإسمنت.

سليمان عيد هدلان أحد الزعماء البدو يؤكد أنهم لن يغادروا أو يتركوا أرضهم للمرة الثانية.

“والله وقسما بالله لن نغادر من هنا حتى نموت لقد اضطررنا إلى ترك أرضنا في عام 1948 وجئنا إلى هنا.”

يحيط بالمستوطنة سور عال وتوجد في مدخلها بوابة حديدية كبيرة ويحرسها مسلحون مدربون، ولكن سكان أم الخير لا يتوفر لهم إلا القليل من الأمن.

وتقول الأونروا إن سكان أم الخير عانوا مرارا من حوادث تحرش ومضايقات من المستوطنين والجيش الإسرائيلي.

لتلك الحوادث وعمليات الهدم آثار نفسية خطيرة تظهر في مشاكل يعاني منها الأطفال بشكل خاص قد تتمثل في تلعثم الكلام وعدم القدرة على النوم والتبول اللاإرادي.

هذا الطفل يتحدث مع موظف في الأونروا عن شعوره بالخوف بعد أن جاء الجنود إلى أم الخير وهو نائم.

الطفل: كنت نائما عندما جاء الجنود وظلوا يصيحون.

موظف الأونروا: كيف حالك الآن هل أنت بخير أم مازالت خائفا؟

الطفل: أنا خائف.

عدم الأمان أثر على سبل كسب العيش أيضا بسبب تزايد تهديد نظام التصاريح والإغلاق الذي تفرضه إسرائيل منذ الانتفاضة الثانية بما يعني أن سكان المنطقة لا يستطيعون الاعتماد على العمل في إسرائيل فيضطرون إلى الاعتماد على الرعي ولكن الأرض المتوفرة لذلك تتقلص بسبب تزايد القيود على الحركة والجفاف.

المشاكل التي يواجهها سكان أم الخير هي نفسها في الكثير من المجتمعات البدوية الأخرى في الضفة الغربية.

وقد تشرد أكثر من سبعمئة شخص في الضفة الغربية منذ بداية العام بما يتعدى إجمالي عدد المشردين بالمنطقة خلال عام 2010 والذي قدر بنحو ستمئة شخص.