الفاو: مخاوف من انتشار الأمراض الحيوانية العابرة للحدود في لبنان والبلدان المجاورة
تتصاعد المخاوف من انتشار الأمراض الحيوانية العابرة للحدود على نطاق خطير في لبنان والبلدان المجاورة بسبب نزوح نحو مليون ونصف المليون لاجئ، نتيجة الصراع في سوريا وترحيل أعداد كبيرة من الخراف والماعز والأبقار غير المحصنة وغيرها من الحيوانات.
وبدأت منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، بتنفيذ المرحلة الثانية من حملة تحصين لأكبر أعداد ممكنة من القطعان في لبنان.
التفاصيل فيما يلي:
وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، يمكن أن ينتشر العديد من الأمراض الحيوانية عالية العدوى بسرعة كبيرة، وأن تعبر مناطق الحدود الوطنية، وقد تسببُ تلك الأمراض حالات نفوق وأمراضا شديدة بين القطعان، مما تؤدي إلى عواقب وخيمة على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بل وعلى الصحة العامة في أحيان كثيرة.
وقد تصاعدت مخاوف المنظمة من انتشار الأمراض الحيوانية بسبب الصراع الذي دخل عامه الخامس في سوريا، والذي سبب نزوح ما يقارب من مليون ونصف المليون شخص إلى الدول المجاورة وترحيل أعداد كبيرة من الحيوانات.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور خوان لوبروث، رئيس قسم البيطرة في الفاو:
" كان عدد الماشية في سوريا قبل الصراع، يقارب المليون رأس من الأبقار وسبعمائة ألف من الجاموس وخمسة عشر مليون ونصف من الأغنام، ومليونين من قطعان الماعز. إننا نقدر الآن مع النزاع، أن أعداد الماشية قد ازدادت بنسبة ثلاثين في المئة، والأغنام والماعز بنسبة خمسة وثلاثين في المائة (في لبنان بسبب الهروب إليه). إن القلق ليس بسبب المرض فقط، ولكن بسبب حركة المرض خارج سوريا إلى دول في المنطقة مثل لبنان."
وبدأت منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، بتنفيذ المرحلة الثانية من حملة تحصين لأكبر أعداد ممكنة من القطعان في لبنان.
وتهدف الحملة إلى الحد من مخاطر الأمراض الحيوانية، وبالتالي إلى تجنب حدوث انخفاض حاد في إنتاجية القطعان الوطنية. وتقدر المنظمة أن ما يقرب من ستين في المائة من مربي الماشية في لبنان يعتمدون على الحيوانات الحلابة كمصدر رئيسي للدخل:
" نأمل في المرحلة الثانية من الحملة، أن نقوم بتغطية أكبر عدد ممكن من الحيوانات في جميع أنحاء البلاد، والتركيز على أمراض معينة قد تؤثر على عدد كبير من الحيوانات المجترة، مثل الحمى القلاعية وأمراض الجلد العُقدي وطاعون المجترات الصغيرة والذي يعرف باسم طاعون الماعز أو الأغنام."
ويشهد لبنان تواجد أعلى نسبة من اللاجئين في العالم قياساً إلى عدد السكان، بعد أن بات تدفق النازحين الوافد يمثل اليوم ربع المجموع الكلي لسكان البلاد، مما أسفر عن تضاعف معدلات البطالة. ويبعث مدى الإجهاد الواقع على الموارد الطبيعية ونظم الإنتاج الغذائي في لبنان على قلق بالغ، حيث هناك ما يصل إلى خمسة وعشرين في المائة من سكان لبنان يعملون في قطاع الزراعة.
الدكتور لوبروث يقول:
" نتوقع تفشيا للمرض وقد رأينا بعض حالات التفشي تحدث في تركيا والكويت، وأعتقد أن ذلك انعكاسا لما يحدث، وهو قريب من الواقع السوري والدول المجاورة. لذلك نحن نريد حماية الحيوانات التي تهاجر مع اللاجئين وكذلك حماية سكان البلدان المجاورة."
وتناشد منظمة فاو مجتمع المانحين الدولي تقديم ما يقارب من ثلاثين مليون دولار، لحشد تمويل عاجل لعمليات الإغاثة الجارية في لبنان، وكجزء من نداء إقليمي أوسع نطاقاً لمساعدة السكان واللاجئين في العراق والأردن وتركيا.