مفوضية شؤون اللاجئين تصقل مهارات الشباب وتعزز ثقتهم في المستقبل
يسهم التدريب المهني والتعليم الذي توفره المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في إكساب اللاجئين وخاصة الشباب مهارات جديدة تفتح أمامهم فرصا للعمل والتقدم ويمنحهم الثقة في المستقبل.
في التقرير التالي نتعرف على تجربة لاجئة عراقية شابة في سوريا.
“اسمي سحر أبلغ من العمر تسعة عشر عاما.”
سحر شابة عراقية من بغداد، يشرق وجهها ويعلو شفتيها الابتسام عندما تتحدث عن المنطقة التي كانت تقيم فيه مع أسرتها، ولكن تعبيراتها تتغير وهي تقول إن المنطقة قد تغيرت وخربت بعد أن دخلها الإرهابيون.
“كان لدي أخ صغير اسمه أحمد كان يلعب مع أصدقائه في عام 2003 في حوش بيتنا، وفجأة سقطت قذيفة هاون في المنزل فأصيب هو وأصدقاؤه فمات هو وجميع أصدقائه باستثناء واحد.”
قررت أسرة سحر أن تغادر العراق بحثا عن الأمان، وبعد أن وصل أفراد الأسرة إلى سوريا وصلتهم الأخبار بأن منزلهم قد دمر وحرق بيد المتشددين.
تقطن سحر مع أسرتها في شقة صغيرة وبسيطة الحال بدمشق، بدلا من الاستسلام لليأس والإحباط وعدم اليقين قررت الاستفادة من الخدمات التي تقدمها مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين.
“كل يوم من الساعة التاسعة صباحا إلى الواحدة بعد الظهر أدرس بمعهد النحت التابع للأمم المتحدة في حي السيدة زينب، لأنني أحب النحت وكنت أحب وأنا صغيرة أن ألعب بأشياء مماثلة. قابلت الأستاذ رعد محمد الذي قدم لي قطعة وطلب مني أن أشتغل عليها وعندما انتهيت منها وكانت جيدة قال لي إنني سأصبح تلميذته.”
تشعر سحر بالراحة وهي تنحت وتشكّل قطعا غالبا ما تكون لشخصيات صامتة ووحيدة تشبه شخصيتها الهادئة كما تقول.
أحلام سحر لا يحدها قيود أو عوائق، وتعود لها ابتسامتها وهي تتحدث عن آمالها في المستقبل.
“أهم حلم لدي أن أكون إما معلمة أطفال أو أن أفتح معرضي الخاص للرسم التشكيلي والنحت وأتمنى أن أصبح شخصا يعرفه كل العالم.”
يقدر عدد اللاجئين العراقيين بنحو مليون وسبعمئة ألف شخص يوجد معظمهم في سوريا والأردن فيما يقدر عدد المشردين داخليا الذين اضطروا إلى النزوح من ديارهم بمليون وثلاثمئة ألف شخص.