البريك دانس في أحد مخيمات غزة لدعم وإلهام الشباب
استغل شابان من أحد مخيمات قطاع غزة حبهما وموهبتهما في الرقص المعروف باسم (بريك دانس) لمساعدة غيرهم من الشباب والأطفال في القطاع المحاصر.
المزيد في التقرير التالي.
“عن طريق البريك دانس أشعر أنني حر في بلدي.”
محمد الغريز شاب من مخيم النصيرات في قطاع غزة وجد لنفسه هواية غير مألوفة على مجتمعه وهي البريك دانس وأغاني الراب.
في الجامعة أثناء دراسته التمريض التقى صديقه المستقبلي أحمد إسماعيل.
“دخلت الجامعة سنة 2004 وقابلت صديقي وأخي محمد الملقب باسم (فانك) وهو الوحيد الذي كان قريبا من تفكيري وكانت لديه هذه الموهبة فشعرت بالاستغراب لأن يوجد شباب هكذا في غزة فبدأنا معا وكانت البداية حلوة تهدف لمجرد الترفيه.”
وبعد أن تعلم محمد وأحمد أولى حركات البريك دانس من الإنترنت بدأ الشابان تأسيس فرقة (راقصي البريك في المخيم) عام 2005.
ولكنهما قابلا عقبات كثيرة في بداية المشروع من المجتمع نفسه الذي قلل بعض أفراده مما يقومان به.
“كانوا ينظرون إلينا باعتبارنا شبابا فارغين لا نفعل شيئا غير هذا الرقص، ولكن هذا لم يكن صحيحا بل بالعكس واصلنا نشاطنا وقمنا بأشياء لا يقدم عليها غيرنا مثل دعم الأطفال والأسر بالإضافة إلى نجاحنا في حياتنا العادية.”
وجد محمد وأحمد صعوبة في العثور على مكان ليتدربا فيه بعد أن دمر المركز المجتمعي في النصيرات أثناء الحرب على غزة في عام 2009. ولكنهما تمسكا بالمشروع وأصبحا يقدمان عروضهما بشكل منتظم في مختلف أنحاء القطاع.
كما يقدمان ورش عمل مجانية للشباب الصغار لاستخدام فن الرقص لتثقيفهم ودعمهم وإلهامهم في ظل الحصار الإسرائيلي كما يقول أحمد إسماعيل.
“لقد طورنا الكثير من الشباب الصغار وغيرنا في أفكارهم، فيجيء البعض لنا بألفاظ سيئة وتفكير معقد لديهم أفكار للانتحار أو تعاطي المخدرات، ولكننا استطعنا أن نغير أفكار الكثيرين من الشباب ليس فقط في عالم البريك دانس ولكن في حياتهم الشخصية أيضا.”
يتمنى أحمد أن يتم رفع الحصار عن غزة وأن يعيش سكان القطاع حياة عادية مثل غيرهم في أي مكان في العالم، وأن يشعر بقيمة نفسه وألا يضطر للتفكير في أزمة الوقود أو انقطاع الكهرباء.
ويؤكد محمد من جهته ضرورة التمسك بالأمل مهما كان الواقع:
“لابد أن يكون هناك أمل في الحياة يجب ألا ننغلق في حياتنا، وأنا أتمنى أن يخرج كل شعب قطاع غزة من حالة الإحباط التي تطالنا جميعا حتى أنا كنت أعاني أحيانا من الإحباط ولكنني أتمتع من خلال فني بالطموح والأحلام الكبيرة.”
ويحلم محمد أن تقوم فرقته الفنية بجولة في جميع أنحاء العالم لتقديم العروض وإقامة المهرجانات لتحكي حقيقة قطاع غزة وتوصل رسالة شعب غزة إلى العالم.