المنظمة الدولية للهجرة تدعو المجتمع الدولي إلى تناول قضية الهجرة غير الشرعية لإيجاد حلول لها
مع وصول أكثر من ثلاثة آلاف شخص من المهاجرين إلى صقلية خلال عطلة نهاية الأسبوع، أصبح عدد المهاجرين الذين تمكنوا من الوصول إلى إيطاليا من شمال أفريقيا منذ بداية العام، يعادل تقريبا مجموع عدد الوافدين في عام 2013. التفاصيل فيما يلي:
آلاف المهاجرين غير الشرعيين يتوجهون إلى الشواطئ الأوروبية هربا من الحروب والفقر في بلادهم، أو بحثا عن مستقبل أفضل.
مشهد تراجيدي يشهده البحر الأبيض المتوسط كل يوم وكل ساعة، حيث أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من أربعين ألف مهاجر غير شرعي، خاطروا بعبور البحر المتوسط في قوارب غير صالحة للاستخدام، قدم أغلبهم من ليبيا، وذلك في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي.
وفي حديث مع إذاعة الأمم المتحدة، قالت كريستيان بيرثيوم من المنظمة الدولية للهجرة:
"إن المهاجرين الذين تم إنقاذهم يومي الجمعة والسبت الماضيين، كانوا سوريين ومغاربة ومصريينوإريتريين وصوماليين ونيجيريين وغيرهم من الجنسيات من رعايا جنوب الصحراء، الذين غادروا ليبيا بسببانعدام الأمن، الأمر الذي جعل من الصعب على السلطات الليبية السيطرة على تدفق المهاجرين غير الشرعيينفي أراضيها."
وأشارت السيدة بيرثيوم إلى أن الجهود التي تقوم بها دوريات البحرية الإيطالية المجهزة قد ساهمت حتى الآن في خفض عدد الوفيات وإنقاذ الأرواح ممن يتعرضون للغرق في البحر بسبب القوارب التي تستخدم لتهريب المهاجرين:
"بعدما حدث في أكتوبر العام الماضي، عندما غرق ثلاثمائة وثمانية وستون شخصا، من أطفال ورجال ونساء،إثر تعرض قاربهم للحريق ولم يكن هناك أحد ليساعدهم، الأمر الذي صدم أوروبا والعالم، قامت ايطاليا ببدءعملية ضخمة للإنقاذ تسمى" مار نوستروم" وهي تتضمن العديد من السفن والمعدات والمرافق طبية وطاقمضخم، يجولون البحر ويقومون بدوريات، أربع وعشرين ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع، حيثيقومون بإنقاذ المهاجرين ويحضرونهم إلى صقلية الإيطالية."
وأعربت بيرثيوم عن القلق إزاء استمرار تلك الظاهرة وخاصة مع اعتدال الطقس وحالة البحار الأكثر هدوءا، مما يشير إلى احتمال محاولة أكبر عدد من المهاجرين عبور البحر. وقالت:
" إن الهجرة هي ظاهرة في عصرنا. إن السكان في الشمال هم كبار السن أما السكان في الجنوب فهم صغارالسن وفقراء للغاية. كيف نستثمر في التنمية في دول المنشأ وكيف نفعل هذا؟ يجب أن يجلسوا معا. ولكنللأسف لا يحدث هذا كما نود"
ودعت كريستيان بيرثيوم، بلدان المنشأ والعبور والمقصد، إلى العمل معا لإيجاد حلول لتدفقات الهجرة غير النظامية، في كل مكان وليس فقط في البحر الأبيض المتوسط، كما طالبت المجتمع الدولي بتناول هذه القضية عبر نقاش واسع بهدف التعاون في مواجهة تلك الظاهرة ومكافحتها:
" هذه الأرقام ليست عالية مقارنة بألمانيا، حيث تلقت عام 2013 نحو مئة وعشرين ألف طلب لجوء مقارنةبأربعين ألفا، كما تلقت فرنسا ما يقارب من ستين ألفا. هذا ليس بالكثير ولكن عملية " مار نوستروم" هيعملية مكلفة، وعلى إيطاليا القيام بذلك لمدة طويلة، لذلك نعتقد أن على الأطراف المعنية أن تجتمع معا."