اتفاق لوقف إطلاق النار في صعدة
قالت مصادر رسمية يمنية إن جماعة الحوثيين والسلفيين وقعوا مساء أمس في القصر الجمهوري بصعدة شمالي البلاد، اتفاقا لوقف إطلاق النار في محور حرض بمحافظة حجة شمالي غربي اليمن بإشراف لجنة رئاسية. من جانبها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن عشرات الجرحى نقلوا بطائرة خاصة من دماج إلى العاصمة صنعاء.
ويعتبر الاتفاق ملزما لطرفي النزاع، ويقضي بوقف إطلاق النار وإنهاء كافة عوامل التوتر. كما يتضمن التزام الطرفين بسحب المسلحين التابعين لهما، وتسليم مواقع تمركزهم إلى الوحدات الأمنية والعسكرية التي ستتولى توفير الحماية الأمنية للمواطنين في الطرقات، وفتح الطرقات من حرض إلى صعدة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" عن مصدر في اللجنة الرئاسية قوله مساء الاثنين، إنه تم التوصل إلى توقيع اتفاق بين السلفيين والحوثيين لوقف الحرب في محافظة حجة وفتح الطرق المقطوعة بين عدد من المحافظات.
وأوضح المصدر أنه سيتم البدء بتنفيذ بنود الاتفاق خلال الساعات الـ24 القادمة، معتبرا إياه خطوة مهمة باتجاه إنهاء المواجهات بين الطرفين وعودة الأوضاع إلى طبيعتها.
ولفت إلى أن جهود اللجنة تكللت بحل النزاع بين الحوثيين والسلفيين وإنهاء التوتر بينهما في محور حرض بمحافظة حجة.
ويتضمن الاتفاق الذي أشرفت اللجنة على توقيعه من قبل ممثلي طرفي النزاع، مجموعة من البنود تقضي بالتزام الطرفين بإنهاء المواجهات المسلحة وسحب المسلحين التابعين لهما من المواقع والنقاط المتمركزين فيها.
وحسب الاتفاق سيتم تسليم المواقع التي بيد الطرفين إلى الوحدات الأمنية والعسكرية لنشر ضباط وأفراد من منتسبيها في تلك المواقع والنقاط ليتولوا توفير الحماية الأمنية للمواطنين في الطرقات.
وتضمن الاتفاق التزام الطرفين بفتح الطرقات من حرض إلى صعدة وعدم اعتراض طريق المواطنين، وعودة المسلحين التابعين لهما إلى مناطقهم وقراهم، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أحداث المواجهات المسلحة بينهما.
وكان نحو عشرين من رجال الحوثيين قتلوا في معارك منفصلة مع السلفيين ومسلحي القبائل في شمالي اليمن. وسقط القتلى الحوثيون في المعارك التي دارت في الجوف وعمران، وأوقعت أيضا ثلاثة قتلى من مسلحي القبائل.
ودارت أعنف المعارك في أرحب وأدت إلى سقوط عشرة قتلى من الحوثيين لدى محاولتهم السيطرة على الطريق المؤدي إلى صنعاء، بعد محاصرة معسكر لحرس الحدود قرب الحدود مع السعودية.
وذكر شهود عيان أن الحوثيين سيطروا على مواقع انسحب منها السلفيون المتحالفون مع مسلحي القبائل في منطقة كتف شمال مدينة صعدة، ودمروا مدرسة دينية وعشرين منزلا.
يشار إلى أن الحوثيين خاضوا ست حروب مع الجيش اليمني منذ العام 2004، إلا أنهم يشاركون حاليا في العملية السياسية الانتقالية.
وتشهد محافظة صعدة اشتباكات دامية بين الحوثيين والسلفيين منذ سنوات أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى. وامتدت المواجهات بين الجانبين من صعدة إلى منطقة أرحب على مشارف العاصمة صنعاء.