الجولاني: نرفض تعميم التكفير والانفراد بمستقبل سوريا
انتقد قائد جبهة النصرة في سوريا أبو محمد الجولاني أسلوب المغالاة في تكفير الأفراد والمجتمعات المسلمة، وقال إن الجبهة لا ترى هذا المنهج، بل تعتقد أن المجتمعات في بلاد الإسلام "مسلمة في عمومها"، وتعنّف "بل وتعاقب" كل من يقول إن الأصل هو كفر هذه المجتمعات.
وأضاف الجولاني -في مقابلة خاصة مع الجزيرة بُثت منها مقتطفات في نشرة حصاد الأربعاء- أن الجبهة تترك الأمر في الحكم بالتكفير لما وصفه بالمحاكم الشرعية والعلماء، ليقرروه وفق ضوابط الشريعة الإسلامية في هذا الشأن.
وفي ما يتعلق بمستقبل النظام السياسي في سوريا، أكد الجولاني -في المقابلة التي ستبث في العاشرة من مساء اليوم الخميس- أن جبهة النصرة لا تطمح للانفراد بصياغة مستقبل سوريا السياسي بعد سقوط النظام، وقال "لا نريد أن ننفرد بقيادة المجتمع حتى ولو وصلنا إلى مرحلة تمكننا من ذلك".
وأوضح أنه يترك ذلك في حينه لما سماه لجانا شرعية وأهل الحَل والعَقد، وسيجتمع الجميع "لوضع خطة لإدارة البلد وفق شرع الله تعالى لبسط الشورى والعدل".
وفي تعليق له على ما جاء في كلام الجولاني، قال المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان للجزيرة إن ما صرح به الجولاني معروف لدى العارفين بجبهة النصرة، وهو ما يميزها عن تنظيم القاعدة، وكذلك عن "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
ورأى أبو رمان أن جبهة النصرة تمثل "تيارا تجديديا" نشأ داخل تنظيم القاعدة بعد رحيل زعيمه أسامة بن لادن، ومن خصائصه تجنب إطلاق التكفير وتعميمه، والدعوة إلى مراعاة الخصوصيات المحلية في البلدان الإسلامية.
ورأى في تصريحات الجولاني رسائل موجهة للداخل بأنها ترفض الغلو والتكفير والانفراد بالسيطرة، وأخرى للإعلاميين والسياسيين في الخارج خلاصتها أن جبهة النصرة ترفض نعتها بوصف "التكفيريين" ولا تسعى لتهميش الأطياف الأخرى، معتقدا أن هذا الكلام سيطمئن الجماعات الإسلامية السورية الأخرى.